رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"فيه حاجة غلط".. نرصد مآسي الطلاب من نتيجة الثانوية العامة

بكاء طلاب الثانوية
بكاء طلاب الثانوية

 

حالة من الصدمة سادت داخل بيوت مصرية عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسي 2020-2021، أمس الثلاثاء؛ بسبب الانخفاض الملحوظ في نسب نتائج الطلاب عن الأعوام الماضية، بعد تطبيق نظام التقويم الجديد الذي يعتمد على قياس الفهم والاستيعاب وليس الحفظ والتلقين، مع تطبيق نظام "البابل شيت" الذي يعتمد على التصحيح الإلكتروني.

لم تكن مجرد صدمة عامة عابرة بسبب انخفاض النتائج فحسب، وإنما تبعها حالة من الذهول لدى عدد من الأسر بسبب انخفاض درجات أبنائهم المتفوقين في السنوات الدراسية الماضية، وإجاباتهم الصحيحة في المواد التي نقصت درجاتهم بها، ما دفع البعض منهم إلى ترديد عبارة "فيه حاجة غلط"، وتدشين آخرين هاشتاج تطالب بإعادة تصحيح الامتحانات وإرجاع حق الطلاب المظلومين - حسب وصفهم-

لماذا لم تنشر وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني نماذج إجابات امتحانات الثانوية العامة بعد تطبيق نظام التقويم الجديد؟ سؤال يتردد على ألسنة طلاب الثانوية العامة وأولياء الأمور بعد اكتشافهم فرق الدرجات الهائل بين تقديراتهم وفقًا لمراجعتهم مع المدرسين وتقدير الوزارة الرسمي لهم، حتى يدركوا معدل الأخطاء التي وقعوا بها وفشل معلميهم في اكتشافها.

 

نتيجة الثانوية قطعت مشوار التفوق

حبيبة شحاتة، طالبة متفوقة من الأوائل في الشهادة الإعدادية، درست في مدارس مدريد في الابتدائية بسبب سفر والدها للعمل هناك، عندما اعتزمت أسرتها العودة أوصتهم مدرستها بالاهتمام بها جيدًا لأن مستواها التعليمي مميز للغاية واستيعابها سريع، وبالفعل عادة لتستكمل نجاحاتها وتميزها وتتفوق دراسيًا حتى جاءت نتيجة الثانوية العامة لتصدمها بـ ٥٦ في المئة.

تقول والدتها إن ابنتها دائمًا من الأوائل كيف تحصل على نصف المجموع فقط في الثانوية العامة بسبب نظام ليس له هدف إلا هدم الطموحات وهدم الثقة بالنفس، ومن أجل زيادة الإقبال على الجامعات الخاصة، مرددة: "فوضنا أمرنا لله وهو حسبنا ونعم الوكيل".

 

خطأ واحد بنصف الدرجة

"حسبي الله ونعم الوكيل في كل من ظلمني" هكذا عبر الطالب محمد أحمد، من محافظة المنوفية، حاصل على66.1 في المئة، عن استيائه من الدرجات التي حصل عليها في الثانوية العامة، مشيرًا إلى أن لديه أربعة أخطاء فقط في اللغة الإنجليزية بعد مراجعته مع مدرس المادة، ثم اكتشف أنه حصل على نصف الدرجة فحسب، كما أنه أخطأ خطأ واحدًا في اللغة الفرنسية وحصل على نصف الدرجة أيضًا.

 

رسوب متفوقة

بشهادة مدرسينها، كانت شيماء المراجي من المتفوقين دراسيًا في الشعبة العلمية بالثانوية العامة، وتمكنت من الإجابة بشكل جيد على الامتحانات، انتظرت النتيجة النهائية بكل ثقة في الحصول على مجموع مرتفع؛ لتطمئن والديها وتفرحهم بإنها ستتمكن من دخول كلية الطب، ولكنها فوجئت بأنها قد رسبت.

 

انخفضت دراجتي في مواد التميز

أعربت حنان صقر عن صدمتها من نتيجة ابنتها في الثانوية العامة، خاصة بعد أن رأت انخفاض درجاتها في المواد المتميزة بها والتي أتقنت حلها بشهادة المدرسين، قائلة: "إحنا فى صدمة من المجموع الزفت دا حسبنا الله ونعم الوكيل".

 

رسبت وتفوق صديقي بالغش

أقسم الطالب مصطفى خالد أنه كان دائمًا من الأوائل، والتحق بالشعبة العلمية ليرسب في مادة الفيزياء في حين أن صديقه كان

يعتمد على العش وحصل على ٨٠ في المئة، قائلًا: " ياريت حد يحس بينا والله الوزير ضيعنا، وشمت ناس فينا بمجاميعهم والله ما كانوا يستحقوه النجاح  يلا الحقوق عند الله يوم القيامة وكل اللي له حق هيدخه وربنا ينتقم من كل ظالم".

 

أولياء الأمور: الرصيد الأكبر للغش

"لم تكن مجاميع هذا العام هو نتاج قياس مستوى الفهم أو المجهود، فكم من مجتهد اعتمد على نفسه لم يكن راضيًا عن مجموعه وإنما كان نصيب الغش الرصيد الأكبر من الدرجات بعد أن أصبح الاختيار من متعدد أسهل في الغش وبعد اختفاء طريقة الحل وخطواتها والأسئلة المقالية" حسب فاطمة فتحي، أدمن جروب "تعليم بلا حدود" أحد مجموعات أولياء الأمور على فيسبوك.

وأضافت فاطمة فتحي أن بعبع الثانوية العامة تحول إلى كابوس، وأصبح لسان حال أولياء الأمور الناجين "الحمد لله ابني نجح" وانتهت فرحة المجموع بعد تخبط ثلاثة أعوام بين تحديث التابلت وسقوط السيستم مرورًا بالتابلت للتسجيل وأخيرا البابل شيت.
ورأت فاطمة فتحي أن بعبع الثانوية مازال مستمرًا، وأن الغش أصبح مسيطرًا، والمجاميع استحوذ عليها الصفوة، مشيرة إلى طريقة التقييم كانت غريبة على الطالب، ولم يكن الطالب أو المدرس مدرب عليها بل كان أحيانًا لا يعرف الطالب مدى صحة إجابته.

 

التعليم: على المتشكك التقدم لإعادة فحص ورقة الإجابة

أما وجهة النظر الأخرى لوزارة التربية والتعليم، فقد عبر عنها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بتأكيده أن نظام التقييم الجديد يقيس مستويات مختلفة من فهم نواتج التعلم بدلًا من المرحلة المبسطة جدًا من استرجاع المعلومات، وأن الأسئلة الجديدة معيارية، مصممة بشكل علمي كامل وتقيس المستويات المختلفة من الفهم والتطبيق والتحليل.

أما المتشكك في صحة نتيجته بالثانوية العامة، قال شوقي إن الوزارة ستتيح رابطًا إلكترونيًا لتوجيه من يريد إعادة فحص لورقة الطالب المتشكك في ورقة إجابته، على أن ترد عليه الوزارة من خلال رابط مخصص لهذا الشأن، ويعد هذا النظام بديلا للتظلمات في النظام القديم؛ لأن التصحيح الإلكتروني ليس به أخطاء العامل البشري.