رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وجدى زين الدين يكتب : الدلالات الاستراتيجية وزيارة السيسى لفرنسا

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

هناك دلالات كثيرة لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لفرنسا فى هذا التوقيت، والمعروف أن فرنسا كانت ضحية لحملات الكراهية التى غذاها المتطرفون والإرهابيون ومصر دولة كبيرة لها دور كبير ومهم خلال الست سنوات الماضية فى مكافحة الإرهاب وأهله، والقضاء على التنظيمات الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان، وبالتالى فإن زيارة الرئيس لباريس فى هذا التوقيت تحمل دلالة كبيرة جدًا.

ثم تأتى أهمية هذه الزيارة فى توطيد علاقات الشراكة المصرية ـ الفرنسية لتساهم فى الاستقرار المنشود بالمنطقة، خاصة أن مصر داعم وشريك مهم فى استقرار ليبيا، إضافة إلى الدور المحورى للقاهرة فى هذا الشأن لمواجهة الطموحات التركية غير الشرعية التى يقودها الرئيس التركى.

ولا يخفى على أحد هذا الدور التركى البشع الذى يهدد المتوسط ويحلم بما ليس من حقه فى هذا الأمر. وبالتالى فإن توطيد العلاقات المصرية مع فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية بات أمرًا مهمًا بل وبالغ الأهمية، ويأتى ذلك كله بفضل السياسة الحكيمة التى يتبعها الرئيس السيسى فى علاقات مصر الخارجية مع العالم أجمع، فكما نجحت مصر فى مشروعها الوطنى بالداخل، نجحت أيضًا فى مشروعها الموضوع بعد ثورة 30 يونيو بالخارج.

العلاقات المصرية ـ الفرنسية شهدت خلال السنوات الماضية، تطورًا ملحوظًا وإيجابيًا خاصة فى حجم التبادل التجارى الضخم الذى تم، إضافة إلى توحيد الرؤى المصرية ـ الفرنسية خاصة فى التعاون مع قبرص واليونان، لصد الطموحات غير المشروعة لتركيا فى البحر المتوسط، وهذا أمر مهم للغاية للدولتين المصرية والفرنسية، لأن الأمن فى المتوسط يعد أمرًا استراتيجيًا، بهدف تأمين موارد المتوسط وعلى رأسها حقوق الغاز من الأطماع التركية. ولذلك تأتى زيارة الرئيس السيسى إلى فرنسا لتنسيق كافة الجهود خلال المرحلة المقبلة خاصة مع الدولتين الصديقتين اليونان وقبرص.

ويأتى ذلك بهدف صد الأطماع التركية غير المشروعة خاصة فى شرق المتوسط.

وأعتقد أن زيارة الرئيس السيسى إلى فرنسا فى هذا التوقيت ليست فقط

فى زيادة توطيد العلاقات المصرية ـ الفرنسية، وإنما أيضًا للتنسيق فى الملف الليبى وشرق المتوسط، لصد الأطماع غير المشروعة للنظام التركى. وتأتى أهمية هذه الزيارة أنها جاءت قبل قمة الاتحاد الأوروبى التى تعقد غدًا الخميس، ومناقشة العقوبات المرتقبة على الرئيس التركى.

ونذكر أن من أهمية هذه الزيارة أنها تأتى فى إطار فكرة المصالح المشتركة والفوائد بين جميع الأطراف. كما أن هذه الزيارة تعتبر بمثابة رسالة صريحة وواضحة لكل من يحاول العبث يأمن البحر المتوسط.

ولا أحد ينكر أن فرنسا بات لها دور مهم فى إقليم شرق المتوسط، ومن المهم أيضًا أن يكون هناك تنسيق شامل وكامل مع مصر لمواجهة أية تحديات بالمنطقة، وفرنسا هنا أصبحت مراقباً فى منطقة غاز شرق المتوسط مثل الجانب الأمريكى تمامًا.

ولذلك وجدنا فرنسا مشاركة فى التدريبات العسكرية البحرية بإقليم شرق المتوسط خلال الأيام الماضية مع قبرص واليونان ومصر. وقد جاءت هذه المناورات فى ظل تصاعد الاستفزازات التركية ومتزامنة مع تدخل تركيا السافر فى ليبيا.

كما أن زيارة الرئيس لفرنسا تقوى العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية وتطوير مؤسسات الشراكة.

ما يحدث هو صورة رائعة لمصر الجديدة التى تسعى إلى تأسيس الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة، طبقًا لنظام المشروع الوطنى المصرى الموضوع بعد ثورة 30 يونيو.

 

[email protected]