رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمضان والصعيد

مع دقات الساعات الأولى للعشر الأواخر من شهر رمضان المعظم أعاده الله علينا وعليكم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، نجد لنا وقفة مع النفس تتطلب مزيداً من الدروس والعبر.. ولنسأل أنفسنا سوياً هل أدينا واجبنا نحو الله تعالى فى رمضان؟

تأتى الإجابة يا إخوانى ونحن نودع الشهر الحبيب الذى يفد علينا ضيفاً عزيزاً مرة واحدة من كل عام، يزورنا غباً فنكون له أشد حباً، شهر أنزل فيه القرآن، وفيه تفتح الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر.

ورغم أن شهرنا الكريم هو شهر العبادة والصبر والغزوات والانتصارات وهو أول رمضان نشهده بعد ثورتنا العظيمة المباركة، يطل علينا وقد اختفت وجوه الظالمين الذين سرقوا الوطن واستولوا على مقدراته، إلا أنه يؤسفنى ويحز فى نفسى أن أرى ظاهرة غريبة تفشت بين الصائمين مؤخراً، وخاصة فى صعيد مصر، إنها «العصبية» وما يتبعها من سلوكيات مرفوضة يبرئ منها الصيام براءة الذئب من دم بن يعقوب.

لقد أصبحت ثقافة العصبية مترسخة لدى العديد من شباب الصعيد، الذين انساقوا وراء شعارات زائفة، ونعرات رنانة فتت النسيج الوطنى، وكل ذلك نتاج لخطط فاشلة أفرزتها السياسات الخاطئة للعديد من حكومات النظام السابق، بدأت بالإهمال واقترنت بالفقر والجهل وانتهت بالعصبية.

عشرون يوماً كاملة مرت علىّ مع الأسرة فى أقصى جنوب الصعيد رأيت خلالها العديد من المشاحنات ووصل الحد إلى تجدد المعارك الثأرية فى بعض الأحيان ولأسباب لا تذكر.

مشاحنات فى الشارع وأخرى فى العمل وغيرها فى دواوين الحكومة ووسائل المواصلات، وبين الجيران وبين الأصدقاء، حتى المشاحنات الأسرية تتجدد على مائدة الإفطار، ومعارك لفظية ومواجهات جسدية، وكل ذلك قصور فى فهم حقيقة الصيام الذى قال عنه حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، الصيام جنة

فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب فإن سبه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم».

إن الصائم الحقيقى يا إخوانى منضبط فى أقواله وأفعاله لا يترك العنان لشهواته ونذواته تنتصر فيه قوة الخير على قوى الشر، ومن هنا فإنى أدعو كل أهلى وعشيرتى وإخوتى من أبناء مصر وصعيدها الطيب، وقد قدرنا الله أن نفض كثيراً من المشاحنات، أن يتسامحوا قبل رمضان وأن يتصالحوا قبل فوات الأوان، فليسامح كل منا من شتمه، وليصفح عمن ظلمه، ويعفو والعفو عند المقدرة.

إنها دعوة صادقة للصفح والتدبر فرب صائم يا إخوانى لا يخرج من صيامه إلا بالجوع والظمأ، لكن لا تيأس يا أخى المسلم فالله سبحانه يقول: «قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم».

فلا تيأس أخى المسلم من رحمة الله، وتقل كثرت ذنوبى، وتراكمت عيوبى، فليس لها طريق يذيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقى مصراً على العصيان متذوداً بما يغضب الله، ولكن أعلم أن الله يغفر الذنوب جميعاً فتب يا أخى واستغفر واغتنم الفرصة علها لا تأتى من جديد!!