رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من المسئول عن ضياع النيل!!

أحاط بمصرنا الغالية العديد من المؤامرات التي كانت تهدف إلي تدهور علاقتها التاريخية بدول حوض النيل رغم أنها »هبة النيل« التي حباها ربنا بهذه الدرة النادرة.

 

أفقنا من غفوتنا بعد ثلاثة عقود كاملة لنجد أنفسنا محاطين بالفشل من كل الاتجاهات في الصحة والتعليم والإبداع والزراعة والصناعات حتي العلاقات الخارجية لم تسلم من هذه الكبوة!!

انشغلنا بمجموعة من القضايا السطحية علي حساب قضيتنا الأهم للتقارب مع وادي النيل الذي يمنحنا يومياً قبلة الحياة بأمر من رب العزة عز وجل.

انشغلنا بمفاسدنا وأخذنا ننهب ونسرق ونخرب لنجد عدونا الصهيوني الأكبر يضربنا من خلف ظهورنا طامعاً في تحقيق حلمه الأكبر »من الفرات إلي النيل هذا وطنكم يا بني إسرائيل«.

نسينا يا إخواني أن نهر النيل هو أحد أهم وأخطر القضايا المصيرية في تاريخ الدولة المصرية منذ أيام الفراعنة القدماء الذين ذهبوا إلي أقصي الجنوب الأفريقي ليقيموا جسوراً من الصداقة والتفاهم والتعاون.

حتي محمد علي، مؤسس الدولة الحديثة، بعث جيوشه إلي وسط أفريقيا وشرقها ووضع حامياته في مناطق النيل عرفاناً بعظمته بالنسبة لمصر، وجاءت ثورة يوليو العظيمة لتفتح كل أبوابها للأخوة الأفارقة من هنا وهناك فأنشأ عبدالناصر شركة النصر للتصدير وفتح لها فروعاً في طول أفريقيا وعرضها وقدم لهم كل ما يحتاجونه من خبرات ومعونات حتي ولو كانت علي حساب الشعب المصري نفسه، أسس أيضاً مدينة البعوث الإسلامية في الأزهر والرابطة الأفريقية في القاهرة التي كانت تضم عدداً كبيراً من الرؤساء والزعماء الأفارقة، وعين له مبعوثاً شخصياً لمد أواصر الثقة والتعاون في شتي المجالات.

إلي أن جاءت »مصر مبارك« وضيعت كل ما بناه السابقون الأولون، تعالت علي دول النيل وتقاربت مع الولايات المتحدة وحليفتها المدللة إسرائيل، كان رئيسنا يحج إلي البيت الأبيض بينما جمد علاقاتنا مع القارة السمراء بدعوي محاولة اغتياله علي الأراضي الإثيوبية.

وكانت الضربة القاصمة لظهورنا جميعاً بتوقيع الاتفاقية الإطارية الجديدة لعلاقتنا بدول حوض النيل وتقسيمات المياه دون اعتراف بحقوق مصر التاريخية في مياه

النهر الخالد، لنجد بعدها وزراءنا يرمون بتبعات المصيبة كلاً علي الآخر، ولم نجد من يتحمل المسئولية ويقول ها أنا ذا، وبذلك تفرق دم القضية بين القبائل لنجد أنفسنا بين ليلة وضحاها أمام واقع مرير نفقد فيه شريان الحياة، ونبكي كثيراً ثم نسأل ونقول »من المسئول عن ضياع النيل؟!!«.

وحتي نكون منصفين في حكمنا لابد أن نعترف وبكل شجاعة أننا جميعاً شاركنا في هذا الضياع »رئيساً« و»حكومة« و»شعباً«، فنحن كمواطنين شاركنا في تلويث النهر بأيدينا، رأينا منا صاحب المصنع يضخ مياه مصنعه الملوثة في عرض النهر ولم نتحرك، رأينا الفلاح يلقي بمخلفات حقله ولم نتحرك، رأينا أناساً يرمون فضلاتهم ومهملاتهم وبهائمهم النافقة في عرض النهر ولم نتحرك، رأينا الفنادق والنوادي تقام علي طول النهر وعرضه ولم نعترض أو نتكلم!! وكم من انتهاكات ارتكبت في حقك أيها النيل ومازلت علينا صابراً.

ورغم ذلك كله يا إخواني مازالت لدينا الفرصة لتصحيح المسار وتغيير الواقع المرير، خاصة بعد ثورة التحرير المباركة التي ذكرها أحد زعماء أفريقيا في خطاب لشباب الثورة »أشكر الثورة التي ذكرتكم بنا من جديد«، فهل تستجيبون إذن يا إخواني لدعاوي المصالحة مع نيلنا العظيم؟ هل تفيقون من غفوتكم ويبدأ كل واحد منا بنفسه ولنحافظ سوياً علي كل قطرة من مياه النهر الخالد.

أظن أنكم فاعلون