رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نداء إلي أصحاب القصور والفيلات‮!!‬

في خضم الأحداث المتلاحقة والفوضي المنتشرة وحالة الانفلات‮ ‬غير المسبوقة وتدني المستوي الاقتصادي ووصول الاستثمار إلي الدرجة صفر،‮ ‬برزت المطالبات المنادية بعودة تسيير العمل ودفع عملية الإنتاج‮.‬

نعم يا إخواني لابد من عودة الهدوء والاستقرار بعد أن قضت ثورتنا العظيمة علي القهر والظلم والاستبداد،‮ ‬وخلصتنا من الفاسدين والمحتكرين والمتسلقين ولصوص المال العام،‮ ‬وقد حان الوقت لنري أبناء مصر في الداخل والخارج يلتفون حول هدف واحد هو بناء مصر الجديدة القائمة علي العدالة والحرية والديمقراطية واستعادة دورها المحوري علي الصعيدين المحلي والدولي‮.‬

إن لدينا مجموعة من المقومات تؤهلنا للإبحار في عالم من الرخاء والرفاهية لو عملنا علي استخدامها في وجهها الصحيح،‮ ‬فمن منا ينكر دور السياحة والزراعة والاستثمار وقناة السويس وغيرها أشياء كثيرة أهمها توفر الأيدي العاملة،‮ ‬وخاصة الشباب الذين نعتبرهم قاطرة الأمة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها بإذن الله تعالي‮.‬

لدينا أيضاً‮ ‬يا سادة مجموعة بارزة من رجال الأعمال الشرفاء الذين لم يبيعوا ضمائرهم ويشتروا الدنيا كما فعل الآخرون،‮ ‬وأعتبرهم علي حسب نظرتي المتواضعة ذخيرة الأمة وسلاحها في الفترة الانتقالية القادمة‮.‬

وأظن أن من يمتلكون قصوراً‮ ‬وفيلات بعشرات الملايين لن يبخلوا علي مصر التي أنجبتهم وعلمتهم وأعطتهم بمثلها في بناء مصانع وشركات لتشغيل الشباب والقضاء علي مشكلة البطالة التي أصبحت الهاجس الأكبر لكل بيت في مصر شمالها وجنوبها‮.‬

إنها دعوة صادقة لأصحاب القصور الشرفاء الذين لم ينساقوا وراء السلطة لجني الملايين من دماء الشعب في العصر الذهبي لتزاوج الثروة بالسلطة،‮ ‬ورفضوا أن يأتي عليهم اليوم مقيدين في أيديهم وراء قضبان من الحديد يحاكمون بتهم لا تمحوها ذاكرة التاريخ ويورثوا لأبنائهم عاراً‮ ‬يطول أحفاد الأحفاد‮.‬

دعوة يا إخواني للبناء والتعمير ومد يد العون لتنمية هذا البلد والخروج به من مرحلة عنق الزجاجة التي انحصر

فيها إلي مرحلة الإنتاج والتقدم والاستقرار والاتجاه نحو الصحراء وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية فلا خير لوطن يفقد كرامته بسبب لقيمات تكفي لقوت يومه‮.‬

نحن في حاجة ماسة إلي العمل والتضحية من أجل مصر وأن نستعيد معاً‮ ‬روح الثورة التي رأيناها في ميدان التحرير،‮ ‬وأن ننأي بأنفسنا عن المطالبات الفئوية الضيقة التي تضر بأمننا واستقرارنا وتضرب اقتصادنا حتي تتحول دولة مثل مصر إلي ما يشبه المجاعة،‮ ‬وهذا ما سوف يحدث لو استمرت حالة الانفلات الموجودة،‮ ‬واستمرت حالة البلطجة وقطع الطرقات،‮ ‬وأصبح يحكمنا قانون الغابة،‮ ‬ليكون البقاء بيننا للأقوي ويضيع سواد مصر الأعظم من الفقراء ومحدودي الدخل‮.‬

من أجل ذلك كله ومن أجل مصرنا الغالية ومستقبل أبنائنا لابد يا إخواني من إعلاء صوت العقل والحكمة والاتجاه نحو التعمير والبناء والإخلاص في العمل،‮ ‬ولنحتذ مثلاً‮ ‬بدول مثل الصين واليابان اللتين كانتا في عداد الدول المتخلفة إلي فترة ليس ببعيدة،‮ ‬وأظنكم يا إخواني تحتاجون مثلي إلي مزيد من النهضة في مجالات عدة مثل الصحة والتعليم والمرافق وتحسين الأحوال المعيشية لكل مواطن تحت سماء هذا الوطن،‮ ‬وهذا يصعب تحقيقه في ظل حالة من الكسل والفوضي والانفلات‮!‬