رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعم.. إنهم أحفاد سعد زغلول

شهدت مصر بعد ثورة الشباب العظيمة في 25 يناير تزاحما من قبل التيارات السياسية والشخصيات العامة ـ الاعلامي منها والسياسي ـ والقيادات السابقة علي القنوات الفضائية، التي كانت تعمل طوال اليوم لتنتقل بنا من هذا الي ذاك، وراح المواطن البسيط مثلي يقول ان هذا البلد سيكون له شأن عظيم في المستقبل، فاههم ابناؤه يتصارعون من أجل مصلحته!!

ـ ولكن انتقلنا بعد قليل الي مرحلة ما بعد الثورة، فوجدنا ما كنا ننتظره يضيع هباء منثوراً، وراح كل واحد ممن أشرنا اليهم ينادي  بنفسه رئيسا للجمهورية، وآخرون يحاولون القفز علي الثورة أملاً في جني مجموعة من المكاسب التي تقع  تحت دائرة المصالح الشخصية الضيقة..

ورحت أضرب كفاً بكف وأتعجب ممن تصورتهم أبطالا يعملون  لمصلحة الوطن واكتشفت أنهم لا يعملون إلا لمصالحهم الخاصة، وفي الوقت الذي كان فيه الوطن يمر بظروف عصيبة بوقفات ومظاهرات هنا وهناك، وأحداث للفتنة وبلطجة في أحيان كثيرة، رأيت الوفد يترك حلبة الصراع وينأي بنفسه عن كل هذه المصالح الضيقة ويتجه نحو تغليب المصلحة العليا للوطن علي كل مصلحة، وجاءت دعوته الصادقة للبناء والتعمير والعمل للخروج بالوطن من مرحلة عنق الزجاجة التي انحصر بها الي  آفاق من الريادة والاستقرار، وكانت  تعليمات الحزب واضحة لجموع الوفديين بلجانهم المنتشرة في شتي أنحاء الوطن للوقوف علي مصلحة المواطنين وتذليل كافة العقبات التي تواجههم.

فيا أبناء مصر وحماتها انظروا الي ما فعل الوفد بينما كان يعيث الآخرون، انظروا الي الاتهامات التي وجهت له وآثر ألا يرد عليها ايمانا منه بعدم الدخول في مشاحانات ومهاترات من شأنها الانحدار بالوطن نحو الهاوية، وكأنه قد اتبع قول الشاعر حين يقول:

كن صلباً علي الأهوال جلداً ... وشيمك السماحة والوفاء

يغطي بالسماحة كل عيب .... وكم عيباً يغطيه الوفاء؟؟

إذا ما  كنت ذا قلب قنوع ... فأنت ومالك الدنيا سواء..

وبالنظر قليلاً يا اخواني الي تاريخ الوفد، سنجد أنه خرج من رحم الثورة الشعبية الأولي في تاريخ مصر التي شهدتها في العام 1919م حتي أن مسماه يعود الي تلك الزيارة الشهيرة التي قام بها الوفد  المصري بقيادة زعيم الأمة سعد زغلول الي أوروبا للمطالبة باستقلال البلاد من الحكم البريطاني الغاشم.

وظل الوفد عميداً للأحزاب المصرية وضميراً للأمة وصاحباً للأغلبية وقائداً للعديد من الحكومات، حتي ألغيت الحياة الحزبية في يونيو من العام 1952، ورغم تعثر الحياة لم يتوقف الوفد عن انجاب الزعماء فقد ظهر فؤاد سراج الدين والعديد ممن ساروا علي خطاه حتي يومنا هذا، وظلت جريدة الوفد حصناً للفقراء وصوتاً للحق ضد الطغيان قبل

أن نري كل هذه الصحف ووسائل الاعلام المختلفة.

ويحسب للوفد انه أول حزب  مصري في التاريخ المعاصر ينجح في تغيير قيادته من خلال انتخابات حرة نزيهة دون صراع أو قتال، وهي العملية التي شهدناها في الانتقال السلمي لرئاسة  الحزب بين السيد محمود أباظة والدكتور السيد البدوي، ويحسب للوفد أيضاً دفعته القوية  التي منحها للثورة قبل حدوثها، حيث لم يقبل باتمام المشاركة في المسرحية الهزلية المعروفة بالانتخابات البرلمانية، وقرر الانسحاب ليفضح النظام أمام العالم كله، كان أول من يتجرأ علي النظام بهذه الصورة في »عز« مجده« وجبروته، بالرغم من أن قبوله لنتيجة الانتخابات كان سيمنحه زعامة المعارضة في ذلك البرلمان.

شارك الوفد في الثورة منذ بدايتها حيث هب شبابه وشيوخه أعضاؤه  وقياداته علي ميدان التحرير رافعين الأعلام الخضراء، وكانوا أول من أعلن سقوط النظام وانهيار شرعيته الزائفة التي استمدها من القهر والظلم والفساد والتزوير علي مدي ثلاثين عاما كاملة..

لقد فعل الوفد ما فشل في تحقيقه النظام بأكمله حيث شكل حكومة ظل وفدية، تضم وزارات خاصة لشئون أفريقيا وأخري لسيناء، وأثبتت الأيام بعد نظرته وحكمته في التعامل مع قضايا الوطن، وبدأ الوفد يستعيد ريادته بعد الثورة المباركة، حيث قاد رئيس الوفد وفدا شعبيا في زيارات لأفريقيا والسودان تضمن لنا حصة كاملة من مياه النيل ورغيف  عيش خاليا من الاشعاع مذروعاً بإياد مصرية، وهو الذي عجزت الزعامات الدبلوماسية الواهية عن تحقيقه في الفترة السابقة، واليوم يقبل الوفد يا اخواني علي مرحلة جديدة من تاريخه، تتمثل في انتخابات  هيئته العليا لتجديد  الدماء والعودة بالوفد الي صدارة المشهد السياسي في مصر ولعلكم تقولون معي الآن بكل صدق وأمانة »عاش الوفديون.. وعاش الوفد ضميراً للأمة«..