رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قصتي مع انتخابات الشورى!!

انتهت منذ أيام قليلة الجولة الأولى من انتخابات المرحلة الثانية لمجلس الشورى، والتي كنت مرشحاً فيها على رأس قائمة الوفد بمحافظة سوهاج.
ورغم عدم توفيقي في تلك الجولة لأسباب عدة، أظل على عهدي مع أهالي الدائرة، خادماً لهم ومحافظاً على مصالحهم كما عودت نفسي أثناء فترة عضويتي بمجلس الشوري المنحل وما سبقها، إيماناً بثوابت الوفد الذي كان حزباً للأمة وسوف يظل الى ما شاء الله.

لذا أجد الشكر واجباً لكل من منحني صوته، وهم كثرة يزيدون على ستة عشر ألف مواطن، بل وكل الشكر لكل من شارك في انجاح هذه التجربة ولم يعطني صوته، وان كان فضل بعد الله تعالى أذكره فهو للدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد الذي ظل يساندني طوال الفترة السابقة، ومجهودات الاستاذ فؤاد بدراوي سكرتير عام الحزب الذي ظل يتابعني لحظة بلحظة.
وإحقاقاً للحق فإني لا أخفي عليكم سعادتي بتلك الانتخابات، التي تعد أحد المكتسبات الاساسية لثورة 25 يناير التي وضعت مصر على بداية الطريق الصحيح، وأتمنى اتمام المرحلة الاخيرة منها، لندخل بعدها في انتخابات رئاسة الجمهورية، ومن ثم نقل السلطة من المجلس العسكري لهيئة مدنية منتخبة.
ولا أنكر أن هذه المرة شهدت انتخابات نزيهة وشفافة لكنها لم تخل من بعض الخروقات، التي جاء معظمها من قبل الاحزاب المحسوبة على التيار الاسلامي، وتمثلت في اختراق فترة الصمت، واتباع سياسة الحشد، وإقحام الدين في السياسة، ووصلت الى حد تكفير الآخر، وما تلاها من تجاوزات عرفها القاصي والداني.
وأذكر أنه أثناء تأديتي لصلاة الجمعة في احد مساجد الدائرة، فوجئت بالإمام يدعو المصلين في خطبته الى البعد عن الليبراليين، والتصويت لحزبي النور والحرية والعدالة لأنهما يمثلان الإسلام على حد وصفه، وكأن من دونهما من الكفرة والملحدين.
كما أن الكنيسة قامت بحشد رعاياها للتصويت لصالح «الكتلة المصرية» وأصبحت النظرة دينية بحتة، وكأنها حرب بين طرفين أحدهما يدخل الجنة والآخر يرمي «حدفاً» في النار!!
ولم أحزن لصعود التيارات الاسلامية وعلى رأسها الاخوان والسلفيون، فأنا أرى أنها نتيجة طبيعية بعد سنوات من التهميش والاعتقال، ويبدو أن الرئيس المخلوع أخذ يصورهم كنقيض حتى أصبحوا هم البديل!!
وأتفق مع مقولة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن التربص وتمنى الفشل للاخوان ضار بالوطن قبل ضرره بالجماعة - لذا أجد التهنئة واجبة الآن لإخواني الذين فازوا بهذه الانتخابات متمنياً لهم التوفيق والسداد.
لكن مع احترامي لرأي الصندوق والمواطن المصري العظيم، كنت أتمناها منافسة شريفة، تضع فارساً لوجه فارس، دون استخدام للشعارات والتأثير بالآيات والأحاديث وتقديم معونات تموينية يتم من خلالها الضحك على المواطنين البسطاء!!
ويبدو أن المجلس العسكري قد أخطأ من البداية عند إقراره لقانون تقسيم الدوائر الانتخابية، ليصبح على تلك الصورة المجحفة، فنجد ان الدائرة الواحدة اصبحت تضم محافظة بأكملها، وأضرب مثالاً بدائرتي التي كانت تضم مركزين وأصبحت تضم اربعة عشر مركزاً في النظام الجديد، وبذلك يصبح النائب فيها مسئولا عن خدمة اربعة ملايين مواطن في وقت واحد!!
كل ذلك يا اخواني فرض حالة من اليأس على مرشحي الاحزاب ليصبح الواحد منهم في حاجة الى طائرة نفاثة يمر بها على أهالي الدائرة ويستمع لمشاكلهم!!
ولا أدري كيف أقص عليكم معاناتي، خاصة وقد تركني المرشحين بقائمتي وسافروا الى القاهرة بعد

استسلامهم لنظرية اكتساح التيار الاسلامي، ورأيت بنفسي كم الضربات التي تأتيني من الداخل وكأن الإصابة تأتي دائما بنيران صديقة!!
لكنه لا عتاب على من يحمل الوفد «كارنيها» ولا يحمله «فكراً وانتماء» فمن عرف مواقف الزعماء زغلول والنحاس وسراج الدين لا يمكن أبداً أن يطعنك في ظهرك أو من وراء ستار!!
لقد خرجت من هذه التجربة التي كنت أخوضها ببرنامج طموح يعتمد على الأفعال لا الأقوال بقناعة واحدة هي أن حب الناس كنز لا يفني وأشهد الله أنني لم أكن أسعى لمنصب زائل أو مقعد يفنى، وكان هدفي دائما هو خدمة الناس أولاً وأخيراً، ولن أنسى أبداً موقفي اثناء الثورة، ودعوتي لحل مجلس الشعب والشورى، فقد قلت وقتها أين يأتي من يضحى بمقعده في مقابلة من ضحوا بأرواحهم من الشهداء.
ويعلم الجميع انني انتخبت في هذا المجلس «المنحل» بإرادة الجماهير، وواجهت حرباً شرسة من قيادات الحزب الوطني المنحل ورجال امن الدولة، حيث خرجت الشائعات وقتها بوجود صفقة بين الوطني والوفد، والله وحده يعلم أنني جئت بأصوات الناخبين الحقيقيين في ظل تحد ومنافسةغير شريفة بالمرة.
وأحمد الله أنني أديت ما علىَّ، وانجزت الكثير في وقت قليل، انحزت الى المواطنين البسطاء، ورحت أبحث عن حقوق المهمشين هاجمت وزراء في عصرهم الذهبي من خلال مقالاتي التي كتبتها في هذا المكان، قدمت العديد من طلبات المناقشة العاجلة حول قضايا الوطن واهدار المال العام وتعيين المستشارين، ومضابط المجلس شاهدة على ما اقول.
وضعت نصب عيني خدمة أهالي الدائرة وقدمت الكثير من الاقتراحات ووفرت الكثير من فرص العمل للشباب الكادحين، ولم أقدم فرصة واحدة لأحد من أقاربي، وظللت أحتسب خطواتي دائما لوجه الله تعالى.
أديت واجبي الرقابي والتشريعي على الوجه الأكمل، ولم أقصر لحظة واحدة في حق من انتخبوني، وسوف أظل عند عهدي بهم قدر استطاعتي، فقد خسرت الانتخابات حقاً لكنني لم أخسر نفسي بعد!!
وفي النهاية يا اخواني ارى أن البرلمان القادم يحتاج الى تكاتفنا جميعاً للخروج بدستور جديد، يتم التوافق عليه بين جميع الاطراف، لتخرج مصر من مرحلة عنق الزجاجة التي انحصرت فيها مؤخراً، وتعود لريادتها بين العالمين العربي والاسلامي.