عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عودة الجسد

* أجريت في مصر أعظم جراحة تجميل عرفها البشر، حيث تم استئصال كل الأعضاء الفاسدة ليحل  محلها أعضاء صحيحة، عملت علي تكوين أجمل جسد، حدثونا عنه قديماً ألا وهو جمهورية مصر العربية، ولكن للأسف الشديد استغلت بعض التيارات الفاسدة هذه العملية، وأدخلت هذا الجسد في مرحلة انتكاسة، ويصعب علينا جميعا أن نري هذا الجسد الجميل في حالة اعياء شديد، فيا أعضاء هذا الجسد الجميل لقد دخلت بينكم أرواح خبيثة، لها مصالح داخلية  وخارجية، واندست بينكم لتشوه هذا الجسد وتحركه تجاه اللاعودة فهل نقف  مكتوفي الأيدي بعد أن استعدنا الجسد الحقيقي الذي غاب عنا لأكثر من ثلاثين عاماً.

* إن هذه الثورة العظيمة التي أعادت لنا الجسد، فعلتها الحركة الشبابية النقية التلقائية، التي خرجت تعبر عن رأيها الحر بطريقة سلمية في ضرورة وجود عدالة وحرية وتغيير، وهو ما قابله المصريون جميعا بكل التأييد والترحيب، وحاول بعض المتسلقين القفز علي هذه الحركة من أجل تحقيق حفنة  من المكاسب، فلا تتركوا الفرصة  لأحد أن يفسد حركتكم أو يشتت شملكم، ولا تسمعوا كثيرا لما يقال عنكم  فنحن جميعاً نعلم مدي وطنيتكم وحبكم  لهذا الوطن العظيم.

* ومن هنا أقول ان ثورة 25 يناير ستظل محفورة في تاريخ مصر، بل في ذاكرة العالم كله، بغض النظر عن وجود جهات خبيثة أو  مندسة، تريد الوقيعة بين أفراد الشعب الواحد حتي تسود الكراهية ويسود الشقاق ويخون كل منا الآخر، وتنتقل مصر من أعظم ثورات التاريخ الحديث، الي مجموعة من الحروب بين أبناء الوطن الواحد،  ولعلكم سمعتم جيدا تصريحات الجانب الأمريكي بضرورة انتقال السلطة في مصر الآن »والآن يعني الآن«، وسمعتم أيضاً مرشد الثورة الايرانية وهو يقول »نريدها ثورة اسلامية«، وبات الجميع يتحكمون في مصيرنا وكأننا غير موجودين تماماً، وكأن الشباب القابع في ميدان التحرير وهو صاحب الثورة ليس له رأي!!

وأنا أقول لهم كمواطن مصري بسيط اننا لا نريد هذا  ولازال ونحن أقدر الناس علي تحديد مصيرنا، ولن نأتي برئيس تريده أمريكا أو ايرن، وجميعا يعلم أن التغيير لو تم »الآن« كما يقولون فسوف يكون نتيجته الفوضي والتشتت والانقسام، وبذلك تتحول الثورة النقية الطاهرة الي مجموعة من الحروب الأهلية التي لا طائل من ورائها سوي الخراب والتدمير، وتتحول مصر من دولة لها الريادة في المنطقة بأسرها، الي دولة مفتتة مثل العراق أو لبنان أو فلسطين أو حتي السودان، وهذا ما يريده الغرب بمصر علي مدي تاريخه الطويل، وهو

ما لن يتحقق أبداً ان  شاء الله، فالعالم العربي والاسلامي كله ينظر الي مصر نظرة القيادة والريادة، ويبدو أن ما أبكاني كثيرا هو ذلك الدعاء الذي دعا به امام  مسجد النبي صلي الله عليه وسلم بمكة المكرمة  لمصر بالأمن والسلام والوحدة والاستقرار، وأخذ  يبكي كثيرا والمصلون من شتي الدول يبكون  من خلفه،  حينها علمت أن لمصر مكانة عظمي في قلب كل مسلم وقلب كل عربي، ولماذا لا تكون كذلك وقد قال عنها  ربنا عز وجل في محكم التنزيل »ادخلوها بسلام آمنين« ووصف جنودها النبي صلي الله عليه وسلم« بأنهم خير أجناد الأرض وهم في رباط الي يوم الدين«.

اننا اليوم يا اخواني أمام لحظة تاريخية نتطلع فيها »لمصر الجديدة« بما حدث فيها من تغيير وتطوير لتنال مكانتها في مقدمة الأمم العظيمة، نحن في مرحلة جديدة ستكون فيها القيادة لهذا الشباب الواعد الذي حقق مالم نستطع تحقيقه في الأحزاب وفي القوي الوطنية علي  مدي خمس عقود كاملة، اننا نقف اليوم اجلالا وتقديرا لهذا الشباب الذي قدم لنا ثورة من أعظم ثورات العالم.

* لكنني ومن منطلق كوني ابناً من أبناء هذا البلد فاني أدعو أصحاب هذه الثورة العظيمة أن يتكاتفوا مع الأحزاب ومع الحركات السياسية، لوضع الطرق الكفيلة بالخروج من هذه الأزمة دون أدني ضرر علي مصر، وأدعوهم للمحافظة علي ما حققوه وأن يجلسوا علي مائدة الحوار الوطني، وأن يتركوا الباب مواربا لكي تثبت الحكومة الجديدة صدق وعودها، ولابد من ايجاد فرصة لكي تستعيد الدولة عافيتها وحياتها الطبيعية، ولندع جميعاً من قلوبنا بأن تسلم مصر وتظل لنا دائماً رمزا للعزة والافتخار.

عضو مجلس الشوري