رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نخون..نخون ويفني الوطن

"من سيقول نعم في الاستفتاء فهو خائن لدماء الشهداء" "من سيقول لا في الاستفتاء فسيخون دينه ووطنه"، كانت الأصوات تتبادل تهم الخيانة ليلة يوم الاستفتاء، وبهذا الشكل أكون خائناً ويكون الشعب كله خونة ولا مفر!، واليوم جاء الدور علي حركة 6 إبريل، إتهام بالخيانة والتآمر وعلي لسان أحد أعضاء المجلس العسكري! سيفرح الكثيرون بهذا الاتهام وسيتركونهم يواجهونه بمفردهم ولكني لن أفعل هذا!

اليوم علي موقع حركة 6 إبريل وجدتهم قاموا بوضع نشيد "غرباء" بصوت الشيخ أحمد العجمي، وهو نشيد مؤثر فعلاً يتحدث عن غربة أهل الحق بين أهلهم، ولطالما استمعت لهذا النشيد واستمع له وأنشده العديد من المنتمين إلي التيار الإسلامي وخاصة في ليالي تحقيقات ومعتقلات مبارك الباردة، نفس النشيد يستخدم بواسطة حركة 6 إبريل في لحظة الإحساس بالظلم والإضطهاد

من ذاق الظلم والأضطهاد يعرف هذا الشعور جيداً، والتيار الإسلامي هو أكثر تيار تعرض لهذا الظلم، لذلك لن أرضاه لغيري ماحييت، حتي وإن كانت حركة 6 إبريل، حتي وإن كانت لم تدافع عن التيار الإسلامي ومعتقليه بما يكفي بل في بعض الأحيان قام بعض أعضائها بالاشتراك في الحملة الرهيبة التي تعرض لها بعد نتيجة الاستفتاء ( أكل ودان الناس كمقبلات قبل الغداء وشرب مية نار وبخها علي البنات اللي مش محجبات في الشارع وقطع يد عسكري المرور لأنه بيشاور بيها والإشارة حمراء في حين أن الإسلام شعاره اللون الأخضر!)، ولكني تعلمت الإنصاف ومواجهة الظلم من خير من مشي علي الأرض صلي الله عليه وسلم

من ينسي يوم 6 إبريل؟! وكيف ينسي؟ لأول مرة أري لوحة عليها صورة الرئيس المخلوع والشعب الطيب في المحلة يقوم بتحطيمها، يومها أدركت أن النظام في طريقه للإنهيار بإذن الله، حركة 6 إبريل كانت هناك ولا شك تبنت الإضراب الذي دعا له عمال المحلة والكاتب المناضل مجدي أحمد حسين، إسمها اشتق من يوم لاينسي، بعدها كان لها العديد من الأنشطة والمظاهرات ونشاط واسع علي الإنترنت، وقبل ثورة 25 يناير كانت من الحركات الداعية بشدة وأنا شخصياً كنت أستقي كافة المعلومات عن أماكن التظاهر والمساجد التي سيخرج منها المتظاهرين وترتيبات التظاهر وخط السير يوم جمعة الغضب من موقعها.

متهمة بتلقي تمويل من الخارج والتدرب في صربيا منذ عام 2009 كما قال اللواء الرويني وشعارها شعار صربي، حركة ترغب في عمل اضطراب واسع في الدولة وعدم استقرار الأوضاع وأجهزة الأمن ترصدها وتعرف كل شئ عنها منذ نشأتها، لا أحب هذه الطريقة في الاتهامات، أمام المجلس العسكري خيار من إثنين: إما أنه يملك الأدلة الكافية علي مايدعيه وعندها لابد من إحالة الأمر للنائب العام والتحقيق فيه بدلاً من الاتهامات في وسائل الإعلام، وإما أنه لايملك الأدلة وعندها لايجب أن يصرح بمثل هذه التصريحات، تهم العمالة والخيانة وتلقي التمويل الخارجي، هي تهم في منتهي الخطورة ولدي المجلس العسكري الشرعية الثورية وهو يحكم البلد إذا فلتقدم أدلتك، أما أنا فلن أقبل أن أتهم أحد بلا أدلة واضحة وتحقيقات وأحكام قضائية، وإلا فإن حركة 6 إبريل هي حركة تضم بعض الشباب -من تيارات مختلفة- الذي أظنه محب لبلاده ويرغب في الخير لها وقد يكون بها أيضاً شباب يتلقي تمويل خارجي ويعمل علي زيادة الفوضي كما يقال، لايصح أن يقال أن المجلس العسكري لايملك القدرة علي التحقيق مع الحركة، هذا كلام غير مقبول لأنه قام باتهامها بتهم خطيرة وأخطر بكثير من التحقيق معها، ولو كنت مكانهم

في حركة 6 إبريل لطلبت أن يتم التحقيق معي وإلا سيظل الاتهام في أذهان الناس ولن يمحي بسهولة.

هذا في إطار دفع الظلم والرغبة في إظهار الحق، أما في إطار النصح فإني أنصح القائمين علي حركة 6 إبريل وكافة التيارات الليبرالية واليسارية والقومية التي تدعوا لمزيد من التصعيد ومزيد من الاعتصامات والمطالب لتحقيق أهداف الثورة، تغيير الوزراء لن يحل المشكلة، الحكومة مؤقتة علي أي حال وستتغير في القريب العاجل بعد الانتخابات، علينا التركيز في الانتخابات والتوافق علي ألا ينجح فيها فلول الحزب الوطني وأنصار النظام السابق، أما تسريع المحاكمات فكلنا نعرف أن هناك تباطؤ متعمد ولكن ماالمشكلة في أن نتغافل عن المحاكمات حتي تأتي حكومة منتخبة بقوة مستمدة من الشعب فتحاكم وتحاسب، المهم أن يبقوا في السجون حتي قدوم الحكومة المنتخبة، إن كنا حقاً قمنا بالثورة من أجل التخلص من الظلم والديكتاتوريات فلابد أن نسعي للحصول علي حكومة توافق وطني منتخبة ورئيس توافقي منتخب وساعتها فقط سنتمكن من تحقيق أهداف الثورة، أدعوكم لمراجعة النفس وإعادة دراسة الأمور وتقديرها التقدير المناسب، جزء من الشعب بدأ يفقد تعاطفه مع الثورة والثوار رغم أنه شارك فيها (وهو أمر مؤلم)، والكثير يتهمكم بأنكم تصعدون الأمور للحصول علي مكاسب سياسية لن تحصلوا عليها من خلال الصناديق، راجعوا الأمور وقدموا مصلحة الوطن يرحمكم الله...

وأخيراً كلمة إلي التيار الإسلامي، عهدتكم تكرهون الظلم وتحبون الإنصاف، والله عز وجل أمرنا أن نكون شهداء بالقسط علي كل حال، لذلك أرجو عدم الإنسياق وراء الدعاوي والتهم المرسلة والتخوين والتعميم في الأحكام حتي مع من خالفنا في الرأي أو المنهج أو حتي العقيدة.

أهٍ من مرارة التخوين، الخيانة كلمة قبيحة بها ألف صفة سيئة، واليوم صارت تهمة جاهزة في حق من يخالفك الرأي، أنا شاركت في الاستفتاء وقلت رأيي وباقي الشعب قال رأيه ولم يقصد أن يخون دماء الشهداء ولا أن يخون دينه ووطنه، فقط أراد أن يشارك وأن يكون له صوت ولصوته قيمة! بالتضحية وتقديم المصلحة العليا تعيش الأوطان وتبقي أما كثرة الاتهامات بالخيانة وشيوع مناخ التخوين للمخالفين في الرأي فيؤدي وبكل أسف إلي مزيد من الإستقطاب وإلي فناء الأوطان وضياعها، ويبقي رأيي صواب يحتمل الخطأ ودمتم بكل ود وخير....

استشاري نظم، محاضر بكلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية

http://www.facebook.com/wessam.elshazly