رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فاتورة إضراب المدرسين!

بصراحة إضراب المعلمين الذى بدأ مع مطلع العام الدراسى، هو ابتزاز بكل المقاييس والمعايير، واستغلال بشع وقهر ضد أولياء الأمور الذين يواجهون الأمرين..

ومع أن الإجازة السنوية كانت طويلة وكان من الممكن للمدرسين أن يعبروا عن مطالبهم ورغباتهم ويرفعونها الى المسئولين بكل وسائل الاحتجاج المشروعة من تظاهر وخلافه.. لكن أن يقوموا بإضراب مع مطلع العام الدراسى فهذا نوع من أنواع الفوضى، البلاد فى غنى عنها الآن، وأولياء الأمور هم الذين يدفعون فاتورة هذا الإضراب من دروس خصوصية..

ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن الذين أضربوا عن التدريس فى هذا التوقيت بالذات، لا يستحقون أن يمتهنوا هذه المهنة الجليلة العظيمة،ولا ينطبق عليهم أبداً القول «كاد المعلم أن يكون رسولاً». فالذين يستغلون المواقف وحاجة أولياء الأمور، وليست لديهم رحمة بالبشر، يجب أن تسقط عنهم مهنة التدريس الجليلة. ومهما كانت الأسباب والدوافع التى جعلتهم يقومون بالإضراب، لا نعفيهم من المسئولية الملقاة على عاتقهم وبدلاً من اتخاذ إجراءات أخرى غير بث الفوضى بين التلاميذ، كان يجب ان يردع حكماء المهنة وشيوخها هؤلاء الذين نفذوا الإضراب.

ما ذنب أولياء الأمور وأبنائهم حتى يمارس المضربون عن العمل القهر عليهم؟.. أم أن الأمر هو ابتزاز للآباء والأمهات حتى يعجلوا بالدروس الخصوصية؟!.. هى بالفعل وسيلة ضغط للتعجيل بالدروس الخصوصية للجميع.. الفقير والغنى، وإذا كان هناك البعض يؤجل هذه الدروس الى ما قبل شهرالامتحانات سواء فى التيرم الأول أو الثانى، فلم يعد الآن أمامهم مفر من الدروس الخصوصية.. فالأباء والأمهات عليهم الآن أن يجوعوا ويتعروا من اجل توفير فاتورة الدرس الخصوصى.

صحيح أن المعلمين خاصة فى المدارس الحكومية منذ سنوات طويلة أضربوا عن العمل دون إعلان صريح، وأصبح البيت هو المدرسة، وأصبحت المدرسة هى المكان لعقد الاتفاقيات مع أولياء الأمور، إلا أنه وبعد الثورة كنا نتوقع من معلمى مصر أن يكونوا على درجة وعى عالية أفضل مما كانوا عليه فى عهد النظام السابق، لكن يبدو أن الأمر ازداد سوءاً مع السماح بحرية الرأى والتعبير والتظاهر والإضراب.

وصحيح أن الإضراب وسيلة مشروعة كفلها القانون والدستور، إلا ان هناك أماكن

عمل لا يجوز فيها أن تطبيق هذا الإضراب، ومنها أماكن تلقى العلم والتعليم.. ومهما كانت الحالة المادية سيئة للمعلمين فليس معنى ذلك أن لهم الحق فى هذا الإضراب، ومهما كانت مطالبهم مشروعة فليس للآباء والأمهات المطحونين مثلهم ذنب فى دفع فاتورة هذا الاضراب وما ذنب التلاميذ والطلاب الذين يتلقون العلم، أن يفاجأوا بمن يعلمهم يرفض ويطلق تبريرات لن يقبلها التلاميذ.. أكرر للمرة الألف من حق المعلمين أن يتخذوا من وسائل التعبير ما يرونه مناسباً لتنفيذ مطالبهم والضغط على الحكومة، ولكن ليس من حقهم ان يتعرض أولياء الأمور للأذى، والتلاميذ الى فقد الثقة فى معلميهم، وبث الفوضى فى المدارس والإدارات التعليمية.

وما الذى استفاده المعلمون المضربون من حرق مدارس وإتلاف مقاعد؟ ما الذى استفادوه من اشتباكات بالأيدى والقول مع أولياء الأمور؟!.. النتيجة أن تحولت أماكن تلقى العلم الى ساحات للقتال ونشر الفوضى والاضطراب.. النتيحة خلق جيل جديد مشوه فقد احترامه لأساتذته.. فكيف إذن تُبنى مصر الجديدة بعد الثورة؟ وكيف تخلق مستقبلاً مشرقاً لهذه الأجيال التى أصابها التشويه وخيبة الأمل فى معلميها؟!.. ويرحم الله أساتذتنا الذين كانوا لا يكتفون بتعليمنا فى المدارس، بل كانوا يراقبوننا فى الشوارع، ويتواصلون مع آبائنا وأمهاتنا.. يرحم الله هؤلاء الأوفياء لمصر.. ويهدى الله معلمى مصر الذين اختاروا توقيتاً غير مناسب بالمرة لإضرابهم الذى يدفع نتائجه أولياء الأمور من لحمهم الحى...