رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بقي أن تثأر

لن ينفع مع إسرائيل سوي إظهار العين الحمراء، لن تجدي مع الصهاينة سوي خطوة جادة تمنع أي تطاول في المستقبل.. فإسرائيل التي تواصل الاستفزاز يجب أن تتلقي موقفاً حاسماً يضعها عند حدها..

وكما قلت وقال الشعب المصري، إن عملية طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة خطوة مهمة لردع تل أبيب.. يعني باختصار قطع العلاقة الدبلوماسية الهشة، وكفاية ضحك علي الذقون. فلا الشعب يرغب في هذه العلاقة منذ نشأتها، ولا الشعب يرغب في هذا التطبيع المزعوم، ولا الحكومة نفسها مقتنعة بهذه العلاقات الرخوية ولا هي نجحت في فرض التطبيع كما حاول النظام السابق البائد.

مؤخراً قال ياكوم أميدرور مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إن تل أبيب لا تعتزم إجراء تحقيقات مشتركة مع مصر بشأن مقتل الضباط والجنود المصريين علي الحدود، يعني إسرائيل ليس في قناعتها اتخاذ الموضوع بجدية كافية، وأن الحادثة كأي حادثة وقتل المصريين لا يعنيها من قريب أو بعيد.. وتعتمد علي أن المصريين سرعان ما ينسون الموضوع برمته!!

الذي يجعل إسرائيل تفكر بهذه الطريقة، هي أنها تعودت من نظام سابق علي هذا المنطق، الذي كان دائماً ما يجور علي حق المصريين في كل شيء، وعندما يثأر الشعب لكرامته كان يجد العصا الغليظة من سدنة الحكم تنهال علي رقبته.. ويبدو أن إسرائيل لم تستوعب بعد الثورة المصرية الرائعة ومازالت تتفاعل بنفس هذا المنطق.. أقول هذا تعليقاً علي تصريحات مستشار الأمن القومي. فهذا المسئول الإسرائيلي لم يتورع خجلاً ليقول انه لا توجد تحقيقات مشتركة مع مصر بشأن الدماء المصرية التي سالت علي الحدود.

إسرائيل تُكَّذب الحكومة المصرية علناً، أليست الحكومة القائلة ان هناك تحقيقات مشتركة، ويأتي

الرد المصري علي هذا الموقف باهتاً أو خائباً أو علي درجة ليست تعادل الحديث، فمصر علي لسان الحكومة تقول انها تجري مشاورات إزاء التباطؤ الإسرائيلي في إجراء تحقيق مشترك، وأن تل أبيب لم ترد حتي الآن علي الطلب المصري بشأن هذه التحقيقات المشتركة.

الرد المصري لا يتناسب أبداً مع الموقف الإسرائيلي الذي كَذّب الحكومة المصرية، واستهان بدماء المصريين التي سالت علي الحدود، واستهزأ بالشعب المصري الثائر الذي يرفض في الأصل أي تفاعل أو تطبيع مع العدو منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد.

ماذا تنتظر الحكومة أو الدولة المصرية بعد هذه البجاحة الإسرائيلية، فطريقة «الطبطبة» لا تنفع ولن تجدي مع عدو قاتل يسفك الدماء، ويستهزئ بشعب، ويُكّذب الحكومة التي مازالت تتمسك بسلام هش واتفاقية ملغاة وغير مطبقة علي أرض الواقع.. الشعب قال كلمته منذ زمن ولا يزال يصر علي موقفه الثابت «الشعب يريد إلغاء كامب ديفيد ـ وقطع العلاقات الدبلوماسية ووقف أي أشكال للتطبيع.. بقي علي الحكومة أن تثأر لكرامتها وتقرر الإعلان رسمياً الموافقة علي مطالب الشعب نزولاً علي رغبته أولاً والثأر لكرامتها ثانياً.