عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما رأى «عيسوى» وبنك فيصل؟!

لم أكن أصدق أن تقع جريمة سرقة فى عز الظهر على مرأى ومسمع من الناس المارين فى الشارع وأمام أعين الجيران المحيطين بهذا المكان المسروق جهاراً نهاراً دون أن يتحرك أحد أو ينطق بكلمة واحدة.

. الواقعة حدثت يوم الأربعاء الماضى فى مدينة السادس من أكتوبر، وتحديداً فى المنطقة الصناعية الثالثة، بجوار أشهر المطاحن ومصانع إنتاج المواد الغذائية، فى مكان أو لنقل شارع يكتظ بالحركة من السيارات والبشر المترددين على مصانع هذه المنطقة.. الخوف والارتباك ساد المكان ولم يتحرك مواطن واحد لنجدة هذا المصنع الذى يتم نهبه..

لكن هناك بعض سائقى النقل الثقيل المترددين على المطحن هالهم الموقف، وتملك بعضهم الشجاعة وطلب نجدة أكتوبر ولكنها لم تتحرك هى الأخرى، وطالبوه بالاتصال برقم تليفون آخر، وتلقى جهاز الشرطة الخبر ببرود شديد.لم يحرك ساكناً.. وقام الجناة بتنفيذ جريمتهم على مدار ساعتين ونصف الساعة وحملوا محتويات المصنع كاملة من معدات وأجهزة وتركوه خرابة دون أن يمسك إنسان واحد هذه العصابة التى فعلت هذه الجريمة النكراء.

ما الذى أصاب المواطنين حتى يتركوا الموقف بهذا الشكل المزرى، هل الخوف تمكن منهم الى هذه الدرجة دون أن يتدخل مواطن واحد لنجدة هذا المصنع المسروق أو لنقل المنهوب. أين شهامة أبناء البلد فى مثل هذه الأمور؟ لماذا أصاب الناس الخذلان و«التناحة» الى هذا الحد البشع؟ هل الخوف وراء هذه الظاهرة الغريبة الشاذة عن المجتمع المصرى؟! أم أن هناك أسباباً أخرى، جعلت الناس يتركون الجناة يتصرفون كيفما شاءوا؟!.. هل وصل المصريون لهذه الدرجة من الخوف واللامبالاة؟

ولو افترضنا أن الناس أصابهم الخوف والخذلان،فلماذا لم تنتفض الشرطة فى أكتوبر التى تلقت خبراً بالجريمة، وتتحرك لنجدة هذا المصنع والقبض على الجناة؟!.... هل الشرطة هى الأخرى أصابها الخوف لهذا الحد والخذلان لتلك الدرجة؟!....

لقد أخبرنى عدد من الجيران والسائقين المترددين على المطحن،

أن هذا المصنع يتبع إدارة بنك فيصل الإسلامى، عندما وضع يده عليه تطبيقاً لقرار حجز عليه، لعدم التزام صاحبه بسداد ديونه للبنك.. وهل البنك هو الآخر أصيب بداء الإهمال حتى يعين حارساً على المصنع، أم أن البنك لا يعنيه سرقة هذا المال؟... موقف البنك هو الآخر محير.. فهل مثلاً لا قدر الله لا يمتلك راتب حارس يعين، على هذه الملايين التى نهبت؟!.. أم أن البنك لا يعنيه أموال الناس لديه؟

إننى أطالب اللواء منصور عيسوى وزير الداخلية وهو رجل لا يتهاون أبداً فى الحق، أن يجرى تحقيقاً عاجلاً مع مدير أمن السادس من أكتوبر للوقوف على ملابسات هذه الجريمة، خاصة أن الناس استنجدت بالشرطة فخذلتها.. وقد يكون خوف الناس بسبب تخاذل الشرطة فى منع هذه الجريمة البشعة والقبض على الجناة..ثم اننى استغرب جداً من موقف البنك الذى يترك أمواله تنهب جهاراً نهاراً ولم يكلف خاطره بالحفاظ على معدات وممتلكات هذاالمصنع المحجوز عليه..

إن تراخى الشرطة وإهمال البنك كارثة فادحة تستوجب التحقيق فيها فوراً.. أما الناس الذين لم يقاوموا اللصوص، فالشهامة لا تباع ولا تشترى.. والواقعة تحرق أصحاب المصانع المجاورة لمصنع «كريس مصر» الذى تم نهبه وتفكيك معداته فى عز الظهر.