عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قضية مياه الشرب

شركة مياه الشرب  بالشرقية تنفي تسمم المياه، و المحافظ كذلك ينفي، ووزارة  الصحة تؤكد أن وفاة المواطن بسبب إصابته بمرض الكبد وأن الوفاة  لا علاقة لها بالمياه.. يعني الكل يتنصل من المسئولية تجاه إصابة أكثر من سبعمائة شخص ووفاة مواطن؟!.. إذن ما هو المرض الغامض الذي أصاب  الناس بهذه الطريقة، وما هي الأسباب وراء إصابة خلق الله.. وعلي كل حال هناك مصابون سواء منْ الله عليهم بالشفاء أو لا يزال يخضعون للعلاج من القيء  والاسهال الحاد  وارتفاع درجة الحرارة أو شبه الغيبوبة..  لابد من تفسير مقنع لهذه الظاهرة أو لنقل «الشوطة» التي لحقت بخلق الله من أهلنا في الشرقية.

لكل داء سبب والجميع يتنصل من تحمل مسئولية إلقاء العلة لهذا المرض، لكن المؤكد الذي يعايشه الناس في الشرقية هو تلوث المياه، وأنهم لا تصلهم المياه الصالحة ويضطرون للتعامل مع  محطات خاصة يشترون منها جراكن الماء للشرب والطعام، وصاحب المحطة الخاصة لا يعنيه سوي الحصول علي أكبر قدر من الربح حتي لو كان علي حساب إصابة الناس بالأمراض..  وهل  يجوز ونحن في عام 2015 أن يكون هناك مواطنون يشربون بنظام الجراكن؟!.. هل يليق بعد الثورتين العظيمتين في 25 يناير و30 يونية أن نتحدث عن مياه شرب صالحة  لخلق الله؟!.. لقد باتت شربة الماء حكم حياة لكثير من أهلنا في القري والكفور والنجوع.. وهل هناك شيء أهم من توفير المياه الصالحة لهم؟
كل النفي الذي صدع به المسئولون رؤوسنا، وتنصلهم من مسئولية إصابة الناس، لا يمكن أن يقبله العقل ولا المنطق، لأنه بالفعل يوجد مصابون وتوفي

أحدهم، وهذا يجب ألا يمر مرور الكرام، بل يجب أن يؤخذ بمحمل الجدية التامة لمعرفة سبب الاصابة  والعمل علي تلاشيه في أسرع وقت.
لا يجوز بأي حال من الأحوال أن  تعيش قري ومدن بنظام شراء جراكن الماء، فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، والواجب علي الحكومة ـ حكومة ثورة 30 يونية. أن توفر المياه الصالحة للناس، مهما كلفها ذلك من ميزانيات عالية، فأبسط حقوق هؤلاء البشر توفير المياه الصالحة للطعام والشراب، وأي حديث دون ذلك يجب ألا يكون.. حياة الناس ليست لعبة تتم التسلية بهم أو دغدغة مشاعرهم، والذي أعرفه ويعرفه غيري هو ضرورة  الاهتمام بهذه القضية، لأنه ليس هناك ما هو أهم من توفير كوب ماء صالح للشرب، ثم أين ميزانية محافظة الشرقية  وغيرها من المحافظات التي تصرف أموالاً باهظة علي شكليات في المدن والمراكز، وتترك بلاداً بدون مياه صالحة للشرب؟!.. أعتقد أنه آن الأوان للحكومة أن تجري مسحاً شاملاً لكل البلاد التي تعاني من نقص مياه الشرب وتبدأ علي الفور في توفيرها أهم من أي شىء آخر.

[email protected]