رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتفاضة العجوزة!

هى فعلاً انتفاضة أو ثورة يشهدها هذا الحى العريق بعد ما تعرض لسنوات طويلة الى خدش حيائه بالقمامة وعدم الاهتمام به.. هى فعلاً ثورة نحو الأجمل والأفضل والأحسن يلمسها كل مواطن من سكان حى العجوزة أو العابرين والمارين به.. ولم يمنع شهر رمضان الكريم هذه الحركة الدؤوبة من الاستمرار والمضى قدماً نحو تنفيذ الهدف من الوصول بهذا الحى الى ان يكون من الأحياء النظيفة الرائعة التى تسر الناظرين أو العابرين من خلاله..

 

كانت مفاجأة رائعة أن شاهدت منذ الصباح الباكر حركة دؤوبة من خلال جماعات بشرية تتحرك بين الحوارى والشوارع بمنطقة العجوزة، وتستمر هذه الحركة حتى ساعات متأخرة من الليل، كان المشهد رائعاً عندما وجدت أناساً من أعمار مختلفة يقومون بتنظيف الشوارع الرئيسية والجانبية، ويزينونها بمناظر رائعة من الزهور والورود..وتخيلت للوهلة الأولى ما كان يحدث عندما كان يمر الرئيس السابق وتنتفض الأحياء لوضع الأشجار والزهور، وبعدها بلحظات يختفى هذا المشهد الجمالى الرائع بمجرد انتهاء الزيارة أو المرور.. هذه المرة كانت الزهور وعمليات النظافة الدؤوبة تتكرر يوماً وراء الآخر، حتى دفعنى الفضول الى التدخل والبحث عن سر هذه اللمسات الجمالية الرائعة...

سألت وتقصيت وشاركت بعضاً من هذه الجماعات للوصول الى سر هذا الموقف الجميل الرائع، حتى اهتديت الى ان هناك رئيس حى جديداً للعجوزة قادماً من الوجه البحرى وراء كل هذه المواقف الرائعة.. انه فتح الله الجندى الذى يواصل العمل ليلاً ونهاراً وبدت لمساته تظهر سريعاً على هذا الحى.. وعلمت أيضاً انه يجرى عمليات تنسيق واسعة مع شباب الثورة من أهل الحى للتعاون مع الموظفين للرقى بحيهم حتى بدا بهذا الشكل الجمالى.. لم يقتصر العمل فى شارع رئيسى فقط بالمنطقة، بل شملت عمليات النظافة والتجميل كل الشوارع الفرعية بدون استثناء.. ومن المواقف الرائعة للرجل انه يتحرك بين هذه الجماعات، وأقام فى الشارع بين هذه الجماعات المنتشرة للعمل يشاركهم أعمالهم..

كانت من المفاجآت فى هذه الأعمال عودة مشهد من مشاهد الزمن الجميل، الذى يعد محفوراً فى أذهان الأطفال خاصة أطفال الريف، هو عربة الرش التى تطوف بالشوارع لرشها.. وقد تحسرت وحزنت على المياه المهدرة، ولكن سرعان ما تبددت هذه الحسرة عندما علمت ان المياه المستخدمة ليست من مياه الشرب أو النيل، وانما هى من عين جوفية بمحافظة الجيزة.. ولم يكتف فتح الله الجندى الذى يستحق ان يوصف بالبلدوزرفي العمل بذلك بل قام بوضع لوحات إرشادية كثيرة على مداخل ومخارج الميادين والشوارع الرئيسية والفرعية لتنبيه قادة السيارات والمتجهين الى أعالى الكبارى.. الرجل الدؤوب الذى يحترم وطنه بهذا الشكل يستحق أن نهديه باقة ورد وبطاقة محبة، وتحيا الثورة التى جعلتنا نرى رئيس حى بهذه القدرة الفائقة على العطاء.. ويبدو أن الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة لايزال لديه مفاجآت أكثر فى أحياء المحافظة للنهوض بها، بعدما نخرتها الفوضى لسنوات طويلة، وهذا ليس بمستغرب عليه، فقد لمسنا ذلك منه عندما كان رئيساً لجامعة القاهرة، والجماهير شغوفة بعطاءات المحافظ، لتشعر بأن هناك انجازات قد تحققت على أرض الواقع ليس فقط فى حى العجوزة الذى بدت البشائر به وانما فى كل مدن وقرى وأحياء الجيزة، ابتداء بالواحات البحرية وانتهاء بالصف ومروراً بإمبابة وأوسيم وصفط اللبن.