«الحنجورى».. ومزبلة التاريخ
عندما وصفت قبل ذلك عماد جاد بأنه يردد «هلوسات» سياسية، لم أكن مبالغاً في الرأي، فقد أثبتت الأيام أن هذا الرجل لا يعرف سوي ترديد «الهلوسات» والافتكاسات السياسية ويتخذ طريق التنظير الحنجورى غير المنطقي، منهجاً، في زمن لم يعد فيه مكان لمثل هؤلاء الذين أعمتهم المصالح الشخصية علي مصلحة الوطن. وهذا «العماد جاد» واحد من المتطاولين دائماً علي الوفد الذي أعماه حقده السياسي عن رؤية الحزب العريق قديماً وحديثاً، رغم أنفه وأنف الحاقدين من أمثاله..
والحقيقة أن عماد جاد يتحدث بفكر ومنطق الحزب الوطني المنحل المرفوض شعبياً من جموع المواطنين، ويتصور أنه عندما ينافق الدولة ويهاجم حزب الوفد، سيقربه هذا من صانع القرار السياسي بالبلاد أو يكون له مكان ضمن زمرة من السياسيين يسعون حالياً إلي تشكيل حاشية، تريد التقرب من مؤسسة الرئاسة، وقد أعماه وأعماهم مصالحهم الشخصية عن الحقيقة في الدولة المصرية الحديثة التي لا تعرف سوي من يعمل لصالح الوطن والمواطن ولا غير ذلك..
وبخيال مريض تصور أن الهجوم علي حزب الوفد العريق سيقربه من مؤسسة الرئاسة ضمن زمرة من الموتورين الذين تحركهم أجندات ومنافع خاصة.. والجميع يعلم أن هذه الأدوات التي تحركها شخصيات بعينها معلومة للجميع صاحبة رؤوس أموال، ومأجورون للتطاول علي تاريخ الوفد وقياداته.. نحن بالفعل الآن أمام زمرة ممن يدعون العلم بالسياسة يتمسحون بالدولة ويريدون أن يحصلوا لأنفسهم علي مميزات ويعتقدون أنهم بالتطاول علي الوفد طبقاً لخيالهم المريض من الممكن أن يحصلوا علي هذه المكاسب.
وكما قلت قبل ذلك وافق عماد جاد أو رفض، فإن الوفد صاحب تاريخ في الوطنية لا يدانيه أحد في ذلك قديماً أو حديثاً ومنذ تشكيل الوفد عام 1919 وحتي الآن وكل الذين تعاقبوا علي زعامة أو رئاسة الوفد يتمتعون بالوطنية الحقيقية، ولا تحركهم إلا
وأكرر مرة أخري أن التطاول والسباب والشتائم علي حزب الوفد لا تضيف لهؤلاء المتطاولين شيئاً ولن تحقق أغراضهم ومرادهم، بل تكشف عن خيبة أملهم ولا تجعل منهم سياسيين أصلاً.. وكم من عصور تطاول فيها سفهاء علي حزب الوفد ولم ينالوا منه شيئاً، بل يزيده ذلك شموخاً وقوة في التمسك بالمواقف الوطنية التي تعد عقيدة كل الوفديين سواء كانوا قيادات أو أعضاء عاديين.. أما المتطاولون السفهاء فمصيرهم ليس إلي زوال فحسب بل إلي مزبلة التاريخ.