رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الموت» فقط.. قادر على إخراس كاتب السطور

الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف رد على مقالى المنشور بعنوان «أزهريون فى الخارج» الذى نقلت فيه رجاء هؤلاء الأزهريين بالمد لهم فى أعمالهم بالدول العربية بالتطاول الشديد على شخص العبد لله، زاعماً أن ما ذكرته لا علاقة له بالواقع، بالإضافة إلى قوله إنه سيخرس لسانى ولن أستطيع مرة أخرى التناول لهذه القضية التى تمس ثمانية آلاف أزهرى يعملون فى الخارج ويصر السيد شومان على عودتهم، رغم عدم حاجة العمل إليهم.. لكن الأمر «عند وخلاص».

عندما تناولت قضية هؤلاء الأزهريين كان الحديث بمثابة رجاء موجه الى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، للسماح لهؤلاء الأزهريين بالمد والاستمرار فى أعمالهم، طالما أن حاجة العمل ليست بحاجة إليهم. وكل عام فضيلته كان يتدخل بنفسه ليرفع العبء عن هؤلاء الأزهريين ويلبى رغبتهم فى الاستمرار بأعمالهم.. لكن «شومان» انبرى على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى، معلناً أنه أفحمنى ولن أستطيع مرة أخرى أن أتناول هذه القضية، ونشر بيانات عن وجود عجز فى معلمى الأزهر على خلاف الحقيقة التى أعلنت قبل ذلك بأن الأزهر لا يوجد به عجز شديد ولا قليل. والمعروف أن الأزهر الشريف قام خلال شهر يونيو من عام 2014 بإجراء مسابقة تحت عنوان سد العجز فى كل القطاعات وتم اخيار ألفين وخمسمائة وأربعة وثمانين معلماً لسد العجز الذى يدعيه شومان، وذلك فى مناطق القاهرة والقليوبية والمنوفية والغربية والشرقية والدقهلية وكفر الشيخ ودمياط والبحيرة والإسكندرية ومطروح والسويس والإسماعيلية وسوهاج وأسوان والبحر الأحمر.
الحقيقة أن السيد عباس شومان لديه رغبة في عودة الأزهريين من الخارج بأى شكل كنوع من أنواع «العند» ولا أكثر من ذلك، رغم أن عودة هؤلاء ستشكل عبئاً ثقيلاً على هذه المؤسسة الوطنية، بالاضافة الى حرمان الدولة من عملة صعبة تدخلها سنوياً من مدخراتهم التى يحولونها الى البلاد.. هو من الآخر يريد أن يحدث أزمة داخل المؤسسة الأزهرية بعودة هذا العدد الضخم الذى يتعدى ثمانية آلاف معلم أزهرى.. ولو فتشنا فى حقيقة الأمر نجد أن السيد «شومان» لديه إصرار شديد على إرباك المؤسسة الأزهرية، وبدلاً من أن يشغل باله بتجديد الخطاب الدينى راح يتفنن فى خلق مشاكل تجلب على الأزهر مشاكل ووجع الدماغ.
لن أتهم «شومان» بأنه ينتمى الى فصيل جماعة الإخوان كما أكد الكثيرون وأعلنوها صراحة فى وسائل الإعلام المختلفة سواء المقروءة أو المرئية أو المسموعة،

ولن أقول مثلما قالوا إنه يحاول بكل الوسائل أن يثير أزمات داخل مؤسسة الأزهر باعتباره إخوانياً.. لكن الذى أعرفه جيداً أن هذا الرجل يشغل باله فقط بكل ما يعكنن على الأزهريين حياتهم، ويجعلهم يفكرون فى مسائل ثانوية بعيدة كل البعد عن الدور المنوط بهم القيام به.
كنا نتوقع من السيد «شومان» الذى يتطاول على كاتب هذه السطور، ويتهمنى بأنه قادر على إخراسى، أن ينظر فى مشاكل ثمانية آلاف معلم أزهرى ويسعى الى إيجاد حل لمأساتهم، وأن يكون معاوناً حقيقياً لفضيلة الإمام الأكبر الذى يحمل على كاهله أعباء ثقيلة، خاصة فيما يتعلق بشأن تطوير الأزهر تلك المؤسسة الوطنية العريقة، وأن يكون لديه مخطط حقيقى للنهوض بالخطاب الدينى وتطويره فى ظل هذه الظروف الراهنة التى تمر بها الأمة العربية، وتلك المرحلة الفارقة من تاريخ مصر التى بدأت تضع أقدامها فيها على بدايات الدولة الحديثة التى ينشدها جميع المصريين.
كنا نتوقع من السيد «شومان» أن تشغله قضية الخطاب الدينى الذى تنادى به الدولة الحديثة، بدلاً من المهاترات بشأن أزهريين بالخارج، بقاؤهم هناك أفضل على جميع المستويات لمصر وللأزهر نفسه لاعتبارات ذكرتها فيما سبق خاصة أنه لا حاجة للأزهر بهم الآن وفى ظل خريجين كثيرين فى المؤسسة الأزهرية. وليعلم السيد «شومان» أن الشىء الوحيد الذى يخرس كاتب هذه السطور هو الموت ولا غيره. ومازلت عند رأيى فى الرجاء الى فضيلة الإمام الأكبر أن يوافق لهؤلاء الأزهريين بالمد، ونعلم جيداً أن رجاءهم لفضيلته لن يضيع هباءً منثوراً فهو من نصرهم قبل ذلك وفوت فرصة تحكم «شومان» فى مصيرهم.
[email protected]