عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصندوق الأسود وعمر سليمان

الصندوق الأسود كتاب جديد للصديق الأستاذ الزميل مصطفى بكرى يتحدث فيه عن اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات الأسبق. وكما قام «بكرى» بالتمهيد للكتاب قائلًا: «كان عمر سليمان رجل مخابرات من طراز فريد،

ضابطا من أصول صعيدية، عائلته تضرب بجذورها فى مركز قفط بمحافظة قنا». وفى التمهيد أيضًا قال بكرى  ناقلًا أحد الحوارات بينه وبين عمر سليمان قائلًا: «عندما كنت أسأله عن جمال مبارك وعن الآخرين وعن التوريث، كان يقول دومًا: مصر أكبر من كل هؤلاء ولن يستطيع أحد أن يجبر المصريين على شىء لا يقبلون به».
وكان عمر سليمان يعرف أن ملف التوريث فيه مقتل للنظام ونهاية له، وكان حريصًا على أن يقرأ المستقبل بعيون الوطن، كان يحذر لكن أحد لم ينصت إليه، كان يقول أن هذا الملف هو الخطيئة المسكوت عنها وكان على ثقة بأن الأمر لن يمر بسهولة.. فى عام 2006 تحدث مع الرئيس مبارك بكل صراحة ووضوح وقال له: «يا ريت جمال يسافر بره شوية» وعندما سأله الرئيس: «طب ليه» رد عمر سليمان بالقول: «الناس كلامها كتيير، وأنا خايف عليه والبلد مش مستحملة».  ويواصل بكرى فى تمهيد كتابه قائلًا: «أدرك الرئيس المعنى جيدًا صمت ولم يرد، كانت الضغوط لا تتوقف من قبل سوزان مبارك على الرئيس، كانت تريد نجلها وريثًا للحكم فى البلاد، لكن مبارك كان يتردد كثيرًا ويقول للمقربين منه «أنا خايف عليه.. ده ميقدرش على مصر والبلد أوضاعها صعبة».
وأهم ما جاء فى كتاب «بكرى» قوله: «ظل عمر سليمان بعيدًا عن الأضواء وعن الصراعات التى تزايدت حدتها داخل مؤسسات الدولة، ومع ذلك كان كثير من المحللين يقولون دومًا: إنه الرجل الأقوى فى مصر والمرشح الأكثر حظًا لخلافة مبارك. كان يمسك بالعديد من الملفات الداخلية والعربية والدولية، وكان يمضى دائمًا جنبًا إلى جنب مع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط فى زيارته مع

دول العالم.
أما حكاية الصندوق الأسود فلها قصة يرويها مصطفى بكرى قائلًا: «حديث الصندوق الأسود جاء من خلال لقاء عشاء حضره عدد من أصدقائه المقربين وكان من بينهم اللواء طوسون دعبس أحد كبار رجال المخابرات السابقين والصديق المقرب من عمر سليمان وأحمد أبوالغيط والدكتور نبيل دعبس والدكتور صبرى مدير مستشفى وادى النيل.. قال سليمان وكان ذلك فى شهر مارس من عام 2012: «إذا جماعة الإخوان متعدلوش، أنا الصندوق الأسود، وحطلع اللى عندى». فى هذه الأثناء تدخل اللواء «طوسون» وقال له: «بلاش يا افندم، الجملة دى تتقال مرة ثانية لأنها خطيرة جدًا وممكن تودى بحياتك». قال سليمان: «يا سيادة اللواء طوسون أنا مبخفش»، وقال طوسون: «لكن إنت كانت  عندك أسرار الدولة كلها وده هيفتح عليك نار جهنم». وأثار حديث الصندوق الأسود الرعب والفزع لدى جماعة الإخوان بعدما تسرب ذلك إلى جماعة الإخوان.
أكتفى فقط بما أوردته فى كتاب «بكرى» المملوء بالأسرار حول الدولة المصرية وحياة الراحل الكبير الكريم عمر سليمان. وهو بحق كتاب يستحق القراءة ويكشف الكثير من الأسرار عن أحداث مهمة مرت بها مصر، وكيف صعدت جماعة الإخوان إلى الحكم، وحكايات كثيرة عن ثورة 25 يناير، وموقعة الجمل، والدور الأمريكى فى هذا الشأن، وما بعدها.