رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الإسكان» للفقراء : موتوا بقهركم!

غريب، وتصرفاتها أكثر غرابة، ولديها إصرار شديد على أن تعامل الناس خاصة الفقراء منهم على أنهم من أصحاب الدخول المرتفعة، ولديها تبريرات عجيبة وغريبة وشاذة فى التعامل مع خلق الله.. وزارة الإسكان تقول ما لا تفعل صدعت أدمغتنا وأوجعت قلوبنا وأدمعت عيوننا، وأصابت نفوسنا بالحسرة بسبب تصريحات وردية ننشرها نحن الصحفين يومياً لنشارك فى التضليل، ونضحك على الناس وكأن البشر لا يفهمون ولا يعقلون والنتيجة هى المزيد من السخط والقرف والضيق والحسرة.

بعد ثورة 30 يونية يطمع الناس فى حياة كريمة وتوفير المسكن الملائم، خرجت علينا وزارة الإسكان بالإعلان عن توفير شقق ويومياً تصدر عن الوزارة تصريحات كثيرة بشأن توفير هذه الشقق، ورغم أن الدولة والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أعلنا مراراً وتكراراَ عن توفير شقق لمحدودى الدخل ومتوسطى الدخل إلا أن هذا حبر على ورق. الوزارة تعتبر أن الشقق التى تطرحها فى متناول يد الناس وهى فى الحقيقة لا تصل إليهم لأنها تفوق إمكانياتهم بكثير. ومع عظيم الأسف تصر وزارة الإسكان على أن تعرف محدودى الدخل والمعدومين من أبناء هذه الأمة على أنهم أغنياء ولديهم المقدرة على دفع أثمان الشقق الباهظة. هل تعتقد الوزارة والحكومة أن هذه الشقق تصل إلى من يستحقها؟!
فعلاً الشقق لا تصل إلى الفقراء وإنما تصل إلى الأغنياء، فالحكومة تخصص لفلان شقة وهو لا يقدر على ثمنها فيضطر غير مأسوف عليه أن يتركها للغنى القادر على دفع ثمنها، وهنا نشطت مكاتب العقارات والسمسرة بشكل واسع خاصة فى المدن الجديدة، ويضطر الفقير الذى يحتاج بالفعل إلى وحدة سكنية أن يبيع إيصال التخصيص بأى ثمن للأغنياء ومكاتب السمسرة ويرضى بالجنيهات القليلة ويستمر فى العشوائيات ويكون الأغنياء إمبراطورية شقق من الدولة. وبعدها يضطر

هذا الفقير رغماً عن أنفه الى أن يستأجرها بمبالغ باهظة، وتظل الأزمة تزداد تعقيداً على تعقيد.
رئيس الوزراء قال قبل ذلك ان نظام التأجير سيتم فلماذا لم يطبقه حتى الآن؟! فى حين أن هذا النظام سيضمن حقوق الفقراء بدلاً من هذه النقمة وهذا الضنق الذى يعيشون فيه. والتمويل العقارى لا يساعد على حل الأزمة فشروطه معقدة ولا تنطبق على هؤلاء الفقراء الذين تزداد معانتهم كل يوم ولا يجدون من يأخذ بيدهم للخروج من هذا الضنق . نظام التمويل العقارى يستفيد منه فقط أيضاً الأغنياء، وكأن الحكومة تعمل فقط من أجل القادرين وتصر على إعدام الفقراء وهم أحياء . هؤلاء الفقراء الذين قاموا بثورتين عظيمتين فى 25 يناير و30 يونية من حقهم أن يعيشوا الحياة الكريمة التى من أجلها خرجوا فى الثورتين.
الفقراء كثيرون ويرضيهم القليل لكنهم لا يجدون هذا القليل خاصة فى المأوى. والفقراء ليسوا فقط معدومى الدخل، فالموظفون فقراء وما أكثرهم، والعشوائيات والأحياء الشعبية شاهد على ذلك.
أطالب المهندس إبراهيم محلب، أن يطرح شقق وزارة الإسكان للإيجار بدلاً من طرحها للأغنياء الذين يمتلكون مجمعات سكنية كاملة ويخرجون ألسنتهم للفقراء، قائلين «موتوا بقهركم»!!!


[email protected]