رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فؤاد «سراج الدين».. والثورة

داً.. تحل ذكري رحيل الزعيم الخالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين، هذا الرجل الذي أفني حياته في إعلاء شأن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وناضل في سبيل ذلك نضال الأبطال الفرسان، فقد كان الزعيم سراج الدين محارباً شديداً ضد الظلم والقهر وكشف الفساد وفضح المتلاعبين بالسياسة الذين اغتالوا الوطن لسنين طويلة.. لم يهن الرجل أو يضعف عن قول الحق ووقف طوال حياته صلباً صلداً في مواجهة الباطل..

في ذكري رحيل فؤاد سراج الدين، نستلهم العظات والعبر من قامة كبيرة من رجالات الوفد العظام الذين أسسوا للحرية والديمقراطية وجاهدوا من أجلها أشد جهاد ضد أنظمة فاشية لا تعرف سوي القهر والاستبداد.. سراج الدين بتاريخه العريق ونضاله الكبير من أجل الوطن، قدم نموذجاً فريداً ورائعاً من الرجال الذين يندر وجودهم في هذا الزمن، فقد كان الرجل درساً رائعاً في الوطنية التي غابت عن البلاد لفترة طويلة في ظل نظام فاسد ذهب إلي غير رجعة، وكان سراج الدين،  الداعي إلي الاصلاح بطلاً بكل المقاييس والمعايير أمام انهيار بشع في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، نتيجة انتشار الفوضي والفساد والبلطجة وانعدام وجود أي نظام سياسي حر يحاسب مرتكبي هذا الوضع المزري والمتردي.

ويأتي فؤاد سراج الدين في ظل هذه الأوضاع السيئة والمريرة ليقدم النموذج الوطني المخلص في مبادرات ديمقراطية كثيرة تقدم إلي النظام السابق تنادي بإصلاح الحياة السياسية الفاسدة، وتكشف أن الحزب الوطني المنحل بعد الثورة كان جماعة متسلطة قفزت علي سدة الحكم بهدف السيطرة علي مقاليد البلاد دون تداول للسلطة.. ويأتي حزب الوفد بزعامة سراج الدين ليوجه قذائفه إلي

الدولة الفاسدة حتي تفيق من نومها العميق وجبروتها ضد الشعب المطحون.. فلم يهدأ سراج الدين ولا رجال الوفد أمام أي ظلم أو قهر في البلاد، وكان حزب الوفد بمثابة البوتقة التي تجمع شرفاء مصر كلهم الراغبين في إصلاح الأحوال المايلة.. ولا يزال كذلك الوفد وسيستمر هكذا إلي أن تقوم الساعة..

تعيس الحظ من لم يلتق بالزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين، فاللقاء معه كان يمنح المرء عزاً وفخراً وزاداً وطنياً صلداً في مواجهة الفساد أياً كان.. ومن حق أي وفدي أو مصري أن يتفاخر بلقائه بهذا الزعيم الذي يندر وجوده في هذا الزمن.. لقد قاد الرجل المعارك الوطنية الواحدة تلو الأخري حتي آخر نفس في حياته وجاهد جهاد الابطال والفرسان أصحاب الأخلاق الفريدة.. شهد له الخصوم قبل الأنصار.. وما فعله سراج الدين في مواجهة النظام كان بمثابة المعاول التي ضربت الفساد في النظام السابق، حتي استكمل تلاميذه في الوفد ومصر كلها الطريق واندلعت الثورة المباركة.

وفي ذكري رحيله نهديه قيام ثورة عظيمة ورحيل نظام فاسد جاهد ضده طويلاً.