رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية الوفد المعتدلة

بيان حزب الوفد الذي أصدره أمس الأول ونشرته الصحف أمس جاء في توقيته تماماً، وهذا ما عودنا عليه حزب الوفد الذي لا يفكر أبداً في تحقيق مصالح شخصية لقياداته والمنتسبين إليه، إنما يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وفوق كل شيء.. الوفد علي مدار تاريخه الطويل ابتداءً من الزعيم خالد الذكر سعد زغلول ومروراً بالزعيمين خالدي الذكر مصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين وحتي قيادة السيد البدوي شحاتة، يضع نصب عينيه مصلحة الوطن والحفاظ علي حقوق المواطن المصري أهم من كل شيء.. وليس جديدا علي حزب الوفد وقياداته علي مدار تاريخه الطويل أن تكون له مواقفه التاريخية التي يشهد لها الجميع الخصوم قبل المؤيدين..

من هذا المنطلق جاء بيان الوفد الأخير الذي حمل عنوان «مصر في خطر»، رداً علي المشهد المأساوي الذي شهدته البلاد في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي، لقد هال الجميع علي أرض الكنانة ما حدث من استعراض للقوة يميناً ويساراً، حركات أو جماعات أو أحزاباً كما قال بيان الوفد، وهو ما يؤكد أن هؤلاء حشدوا قواهم واستعرضوا عضلاتهم، في مشهد لا فرق بينه وبين ما كان يقوم به النظام  السابق البائد، مما جعل المصريين يستشعرون خطراً فادحاً يكاد ينفجر في وجوههم.. وقد وصفها البيان التاريخي للوفد بأنها طريقة تفكير وسلوك سيئة في وقت لا يحتمل الاساءة، وانقسام في وقت يحتاج من الجميع التماسك والوحدة..

وأصاب بيان الوفد عندما قال إن الذين يفعلون ذلك مخطئون تماماً في ظنهم الذي يعتمد علي فرض الرؤية بقوة الوجود أو كثافة الحضور.. فعلاً يخطئ من يظن أن أعلاماً أخري وثقافات أخري يمكن أن تجد في ميادين التحرير المصرية وجوداً لأولوياتها ومصالحها.. هكذا قال بيان الوفد، ويزيد القول: يخطئ من يهدر طاقة الوطن ويزايد في خلاف وهمي علي هوية بلد

عاش ما يزيد علي أربعة عشر قرناً من الزمان يقود العالم الإسلامي ويقدم له نموذجاً لما يجب أن يكون عليه الاسلام من طاقة نور وانفتاح وتسامح واستيعاب للآخر في الخارج قبل الداخل..

بيان حزب الوفد الذي أصدره المكتب التنفيذي للحزب، وضع رؤية معتدلة تجمع كل الصفوف وتوحد القوي من أجل تحقيق أهداف الثورة المجيدة.. وفعلاً كما يحدد البيان لن يدمر هذا الوطن إلا من يستورد الفكر أو المذاهب أو الهوية ويحاول فرضها علي شعب مصر سواء كانت قادمة بأي لسان كان أجنبياً أو عربياً..

لقد وضع حزب الوفد اليد علي الجرح الذي يخشي من تقيحه، وساعتها يستعصي علاجه أو تضميده، فالثورة المصرية الرائعة أسقطت نظاماً مستبداً فاسداً، ولن يرضي شعب مصر العظيم إلا بالحفاظ علي مكتسباته التي انتزعها بالدم، ولن يكرر نموذجاً آخر يعتمد علي الاستبداد أو فرض فكر معين أو مذهب محدد.. الاعتدال في الرؤية لن يتأتي إلا بالتماسك والوحدة وقبول الآخر، ووضع نظام مدني يجمع كل التيارات بدون استثناء اليميني واليساري، والإخوانجي والليبرالي والسلفي.. وشعب مصر العظيم يرفض فرض فكر محدد يقود البلاد في المرحلة القادمة.. ولقد أصاب الوفد برؤيته المعتدلة وعباءته التي تجمع كل التيارات.