رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بناء الإنسان أولاً

مازلت مشدوهاً بالنهضة العُمانية الكبيرة التي شهدتها هذه البلاد التي كانت قبل عام 1970 في طي النسيان لا أحد يعلم عنها شيئاً سوي أنها مجموعات متناحرة، ولا أحد يصدق كل هذا النهوض الكبير الذي تعيشه الأراضي العُمانية حالياً والتقدم الواسع الذي يحياه المواطن العُماني، في ظل عملية بناء مستمرة، لا أحد يصدق أن السلطنة بكاملها كان بها ثلاث مدارس فقط قبل عام 1970، وكان الأجداد القدماء قبل هذا العام يتعلمون بالفطرة تحت الأشجار أو بالقرب من كهوف الجبال..

بعد عام 1970، اهتمت القيادة السياسية المتمثلة في السلطان قابوس بن سعيد ببناء الإنسان العُماني بشكل واسع، حتي باتت هذه البلاد تشهد نهضة كبري بطلها في المقام الأول المواطن العُماني الذي وضع نصب عينيه أن يقود نهضة كبري في كافة المجالات تعليمية وصحية واجتماعية.. في بلاد السلطنة التي تضم 9 محافظات وممتدة بمسافات طويلة علي بحر العرب والخليج العربي ومن أمامهما جبال شاهقة، الكل يحترم القانون ويقدسه، وهو الوحيد الذي يحكم العلاقات بين الناس، وبه تشهد البلاد هذه النهضة الواسعة التي يحلم بها الآن كل قطر عربي في مجال التعليم مثلاً باتت حتي القري الصغيرة، داخل الولايات بها مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية، بالإضافة إلي جامعة حكومية وحيدة ـ جامعة السلطان قابوس ـ ولا تقبل إلا الطلاب المتفوقين في الثانوية العامة، بالإضافة إلي جامعة أخري في الطريق هي جامعة «نزوي»، علاوة علي عدد من الجامعات الخاصة. ويشهد العُمانيون شعباً ومسئولين للمصريين بالفضل في تلقيهم العلوم علي أيدي المصريين لدرجة أنهم يبجلونهم تبجيلاً واسعاً ولا ينسون الفضل لهم في قيادة النهضة التعليمية.
في المجال الصحي هناك العديد من المستشفيات

الكبيرة التي تقوم حالياً بإجراء جراحات دقيقة لا توجد في العديد من الأقطار العربية.
وأما في تطبيق القانون، فلا نجد بلداً عربياً مثل عُمان في تطبيقه بشكل يدعو إلي الفخار  فلا تدخين مثلاً في المصالح الحكومية ولا الخاصة ويطبق ذلك علي الكبير والصغير بدون استثناء سواء كان مسئولاً أو مواطناً عادياً فالكل سواء أمام سيف القانون وسلطانه، ناهيك أن القانون تلمسه في الشارع وعلي أرض الواقع من خلال قانون المرور الذي يلتزم به الجميع، فلا أحد يحرك موتور سيارته قبل ربط الحزام مثلا، ولا يوجد عسكري مرور في الإشارات، والكل ملتزم بها بشكل منضبط، وسيارات النقل الثقيل والاتوبيسات تلتزم أقصي اليمين بدون انحراف لحارة أخري.
مظاهر النهضة العُمانية جاءت من خلال بناء الإنسان أولاً، فهو الذي يصنع الحضارة والتقدم، وهو الذي يطبق القوانين، وبما أن الإنسان غمرته الواجبات والالتزامات، لم تتخل عنه الدولة بأي شيء، وباتت هذه الدولة العربية مثلاً رائعاً في النهضة والتقدم نتمني أن يحذو حذوها كل بلاد العرب التي أصابها التخلف والجمود، والبداية الحقيقية تكون من بناء الإنسان أولاً.. فهل نفعل؟!
[email protected]