رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خلية ظلال القرآن

الخبر الذى نشرته الصحف أمس حول حبس متهمين جدد فى قضية «خلية ظلال القرآن» أثار حفيظتى عندما قرأت أن النيابة تتهم أعضاء الخلية باعتناقهم لفكر سيد قطب.. وجه الإثارة أن هناك مؤلفاً فى تفسير القرآن الكريم للقيادى الإخوانى سيد قطب يضم عدة أجزاء ويطلق عليه اسم «فى ظلال القرآن».. اتهام النيابة أشعرنى أنه لا أحد يعرف هذا التفسير وهذه كارثة فى حد ذاتها.. وهذا التفسير قام به سيد قطب وكله دعوة إلى العنف وحسب وجهة نظره دعوة للجهاد ضد أية سلطة.

فى زمن سابق كان الذى يقع فى يده هذا التفسير يُلقى القبض عليه واتهامه بمعاداة الدولة لأن هذا التفسير فى فحواه دعوة إلى العنف وتكفير الحكام.. والمعروف أن سيد قطب نفسه واجه مصيره بسبب هذا المؤلف.. وأذكر أن هذا التفسير كانت جماعة الإخوان خاصة ما يطلق عليهم القطبيون يعتبرونه المنهج الذى يسيرون عليه وفيه شطط واسع خاصة فيما يتعلق بنظام الحكم.. الآن تبدأ الجماعة الإرهابية اتخاذ هذا المنهج العنيف وسيلة لتحقيق أغراضها.. وكل العمليات الإرهابية التى تتم حالياً ومنذ سقوط هذه الجماعة الفاشلة فى الحكم وهى تعتبر أن الظلال هو الدستور الحقيقى لهم . كما أن كل الخلايا التى انبثقت عن الإخوان أمثال بيت المقدس وخلافها من التنظيمات الإرهابية تتخذ من الظلال منهج حياة.
يجب على الذين تسند إليهم محاكمة أعضاء الجماعة الإرهابية أن يكون لديهم الدراية الكافية بمؤلفات الجماعة التى تعتبرها المنهج الراشد لهم، من غير المقبول أو المعقول أن نجد النيابة تتعامل مع الخلية الإرهابية المسماة «ظلال القرآن» بمعزل عن مؤلف القيادى الإخوانى سيد قطب «فى ظلال القرآن».. فى بداية الثمانينيات كانت الجماعة الإسلامية المنبثقة أصلا عن الإخوان قد أعادت طباعة مؤلفات الجماعة الإرهابية، وكل الذين تورطوا فى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات كان منهجهم الذى يسيرون عليه هو منهج

«الظلال» لـسيد قطب، والمعروف أن مؤلف «الفريضة الغائبة» الذى كان وراء اغتيال السادات منبثق أصلاً من «الظلال».
فى هذا الصدد نعرف جميعاً أن وصول الإخوان إلى الحكم ومكوثهم فيه إثني عشر شهراً بدأ الرواج الشديد لكتب الإخوان ومؤلفاتهم الداعية إلى العنف وتكفير المجتمع والحكام، وما نعيشه الآن هو نتاج طبيعي لكوارث كتب الإخوان التى لا رقيب عليها ولدرجة أنها غزت عقول كثير من الشباب.. إذن «خلية الظلال» المقبوض عليها ليست وحدها التى تعتنق الفكر القطبى وإنما كل الإخوان الأن الذين يروعون المجتمع ويتصرفون بهذا الشكل الصبيانى، إنما ينفذون مخطط رجلهم سيد قطب الذى لا يعرف سوى العنف لتحقيق مآرب الجماعة وما يحدث الآن هو استكمال لفكر هؤلاء التكفيريين الذين يطلقون على أنفسهم مسميات فى خلاياهم العنقودية التى تنتهى فى النهاية إلى جماعة الإخوان.
لا أكون مبالغاً إذا قلت إنه لتجفيف منابع الإرهاب جنباً إلى جنب مع قطع صلة الجماعة بالدول التى تمولهم، ضرورة إعادة النظر فى الكتب المنتشرة للإخوان وكلها تدعو إلى العنف داخل المجتمع.. هذه الكتب هى الآن وسيلة الإتصال بين أعضاء الجماعة الإرهابية ولكى نواجه العنف داخل المجتمع لابد من قطع دابر هذه المؤلفات التى تحض على إثارة الفتنة والاضطراب بالبلاد.

[email protected]