رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كفى تطاولاً على الأحزاب والوفد

فى زمن حكم الإخوان الذى استمر اثنى عشر شهراً كانت للمستشارة تهانى الجبالى رؤية واضحة وصريحة بشأن الإخوان، وأذكر يومها أننى كتبت فى حقها مقالاً مطولاً أشرت فيه إلى أنها سيدة بألف رجل لمواقفها حينذاك الرائعة من هذه الجماعة الإرهابية..

وتناولت حينها أهمية حديث «الجبالى» فى رفض سياسة الإقصاء والاستئثار التى كانت  تقوم بها هذه «الجماعة»، خاصة فى مطالبها حينذاك بضرورة إشراك كل القوى الوطنية والسياسية فى صنع القرار المصرى، ورفض انفراد الإخوان بما كانوا يفعلونه من إقصاء متعمد.. ويومها رفعنا القبعة للقاضية الجليلة التى لم تخش فى الحق لومة لائم.
وبعد ثورة «30 يونية» التى قامت بإرادة شعبية حرة انتصر لها جيش مصر الوطنى حتى تخلصت البلاد من حكم «الفاشست» الإخوانى،  تغيرت مواقف القاضية الجليلة التى كنا نكن لها كل تقدير وتبجيل وراحت تنتهج سياسة غريبة غير مألوفة عليها، أو قد نكون قد فهمناها خطأ فى مواقفها أثناء حكم الإخوان.. واعترف أننى لم أندم على شىء فعلته فى حياتى سوى خداعى فى مواقف القاضية الجليلة التى لا يحلو لها إلا الهجوم الآن على الأحزاب السياسية وخاصة حزب الوفد الذى أتشرف بالانتماء إليه. فلا توجد مناسبة تظهر فيها القاضية الجليلة التى جاء بها نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك من صفوف العدالة الواقفة ـ المحامين ـ الى العدالة الجالسة، لتكون  عضواً بالمحكمة الدستورية العليا، أعلى محكمة فى البلاد، إلا وتشن هجوماً شرساً وعنيفاً على الأحزاب السياسية فى البلاد خاصة حزب الوفد فبمناسبة ودونها، تصب تهانى الجبالى جام غضبها على الوفد، متطاولة على قياداته بشكل عنيف فاقت كل الحدود والتصرفات.. والأغرب من ذلك أن السيدة الجليلة تختلق مواقف غريبة وشاذة تنسبها الى حزب الوفد وقياداته بالإضافة الى تطاولها على جبهة الانقاذ وزعمت ان الجبهة رفضت إصدار بيان بسحب شرعية محمد مرسى ويبدو أن القاضية الجليلة مغيبة تماماً عن الواقع، وغير متابعة لنشاط جبهة الإنقاذ ودورها العظيم فى إسقاط حكم الإخوان، ويبدو أيضاً انها لم تقرأ صحيفة «الوفد» خلال حكم الإخوان التى اتخذت موقفاً صريحاً من الجماعة الإرهابية منذ إعلان «مرسى» رئيساً عندما كانت الصحيفة الوحيدة ووسيلة الإعلام الوحيدة التى أعلنت صراحة أنها لا تعترف بـ«مرسى» رئيساً للبلاد، وعلى مدار اثنى عشر شهراً خاضت الصحيفة معارك ضارية ضد حكم الإخوان، لدرجة أن «الجماعة» فشلت بكل السبل والوسائل فى وقف حملة الوفد حزباً وصحيفة ضد الإخوان، فما كان من «مرسى» وجماعته إلا أن اقتحموا مقر الحزب والجريدة وأحدثوا ما أحدثوا من خراب ودمار للأثاث والسيارات والمبانى والأجهزة الخاصة بالحزب والجريدة، وزادت غزوة الإخوان للوفد الحزب والصحيفة إصراراً على هذا الموقف التاريخى بضرورة إسقاط حكم الجماعة الإرهابية..
ثم إن هناك مئات المؤتمرات واللقاءات التى عقدها قيادات الحزب وهيئته العليا وعلى رأسهم الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس الحزب لرفض سياسة الجماعة الإرهابية، وتعريف المصريين بجرائم الجماعة الفاشية، ولاينكر ذلك إلا كل غافل أو حاقد على موقف الوفد التاريخى.. كما لا يخفى على أحد دور الحزب المهم والتاريخى الى جوار المصريين فى ثورة «30 يونية» انتصاراً لإرادة الشعب المصرى الذى أصر على خلع الإخوان.
كما أن  حزب الوفد فتح أبواب مقراته الكثيرة وباعتباره أكبر حزب بالبلاد لديه كم هائل من المقرات أمام حركة تمرد، واندفع المصريون الى تحرير بطاقات عزل مرسى والإخوان من الحكم، كما أن صحيفة «الوفد» فتحت صفحاتها أمام الحركة وكل المصريين للتعبير عن رفضهم الشديد للجماعة الإرهابية.. وكان نتيجة ذلك كله أن أصدرت الجماعة قبل ثورة «30 يونية» فرمانها الشهير بوضع قيادات الوفد فى الحزب والصحيفة على قوائم الممنوعين من السفر وعلى رأسهم «البدوى»، ظناً من الجماعة أن ثورة المصريين ستفشل ويكون مصير هؤلاء تقييد حريتهم.
إذا كانت المستشارة الجليلة تهانى الجبالى قد غابت عنها كل هذه الحقائق التاريخية، فإننى أدعوها الى قراءتها وهى مدونة فى كل وسائل الإعلام المرئية منها أو المسموعة أو المقروءة وإلا فليس هناك تفسير الغفلة «الجبالى» سوى أنها مغيبة عن الواقع، أو أنها تشارك فى مسلسل سخيف للنيل من الأحزاب والوفد بالتحديد لهوى فى نفسها سأتناوله بالشرح والتوضيح.. وكنت بصريح العبارة أرفض أن أقوله، لكن طالما أنها لا تزال مستمرة فى غيها فلابد من الحديث لأنها أجبرتنا على ذلك.
الحقيقة أن هناك فصيلين سياسيين فى مصر الآن يحاربان بلا هوادة للنيل من الأحزاب السياسية وخاصة حزب الوفد.. الأول هم بقايا الحزب الوطنى الذين يجمعون أشلاءهم الآن ويسعون الى الاستحواذ على مقاعد مجلس النواب، وهؤلاء تحدثت عنهم فى مقالات سابقة وماذا يفعلون من مؤامرات ويسخرون كل إمكانياتهم المادية، وتسخير وسائل إعلامهم ضد الأحزاب السياسية ومن بينها حزب الوفد،ويرددون مقولة ضعف الأحزاب،كما كانوا يفعلون خلال نظام حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. هم يعدون عدتهم للعودة بنا إلى الخلف مرة أخرى ويظنون ظن السوء أنهم بمقدورهم أن يحققوا ذلك،ونسوا أن المصريين فى ثورة 25يناير

خلعوهم من السلطة.. سياسة الحزب الوطنى القديمة لن تعود مرة أخرى، ولن يصل هؤلاء الذين أفسدوا الحياة السياسية الى مرماهم أبداً.
أما الفصيل الثانى فهم جماعة الناصرية ومن على شاكلتهم الذين يظنون ظن السوء أيضاً أن بمقدورهم أن يعودوا بنا الى حقبة الناصرية مرة أخرى، وهؤلاء مع الأسف الشديد الآن لديهم وسائل إعلام متنوعة ما بين فضائيات وصحف ومواقع إليكترونية وخلافه، ومع الأسف أيضاً أنهم يسيطرون على المشهد الإعلامى ويصدرون للأمة رؤيتهم فقط، بل الأخطر من ذلك يسعون بكل السبل أن يصوروا للقيادة السياسية أنهم الوحيدون على الساحة الإعلامية، ولا مانع لديهم من إبعاد أمثالى عن المشهد، لدرجة أن أحدهم قال ذات مرة فى لقاء موسع حضره رؤساء الصحف إن «الوفد» يريد عودة حكم الملك فاروق كنوع من السخرية والاستهزاء!!، وكان رد زميلى وأخى مجدى سرحان رئيس التحرير عليه: اننا لانريد عودة «فاروق» ولا عودة «عبدالناصر».
نعود مرة أخرى للقاضية الجبالى أين موقفها من الفصيلين، وبصراحة شديدة هى تجمع بينهما، فهى حزب وطنى اذا حقق لها مصلحتها الخاصة، وناصرية مع الذين يسيطرون على المشهد الإعلامى،  ويحاولون  اقناع القيادة السياسية  بأن مصر عام 2014 بعد ثورتين عظيمتين فى 25 يناير و30 يونية هى نفسها خلال حقبة الستينيات ولدينا قناعة تامة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لن ينخدع أبداً بما يصوره هؤلاء له،
تجريف الأحزاب السياسية مخطط يشارك فيه الحزب الوطنى المنحل ودعاة الناصرية الذين يزعمون دائماً فى وسائل إعلامهم أن الرئيس السيسى منحاز لهم.. ولدى قناعة كاملة أن الرئيس السيسى الذى بدأ أولى خطوات بناء الدولة الحديثة، لن تجرفه كل هذه التيارات المتصارعة التى تسعى الى هدم الأحزاب السياسية، وليس معنى انحياز «السيسى» للفقراء وأصحاب العوز انه يريد استنساخ التجربة الناصرية البالية.
فى  مصر الحديثة الآن دولة مؤسسات بدأ تنفيذ استحقاقين مهمين وضع دستور وانتخابات رئاسية نزيهة ويتبقى استحقاق ثالث مهم وهو انتخابات مجلس النواب، ونعترف بأن الضعف الذى أصاب الأحزاب  كان متعمداً من نظام حكم  مبارك وكان لابد من وجود تحالفات سياسية تضم أحزاباً، وهذه ليست بدعة سياسية وإنما معمول بها فى كل بقاع الدنيا.. ولما تم تأسيس تحالف الوفد المصرى الذى يشارك فيه حزب الوفد أصاب الفصيلين المتصارعين بحالة ذعر شديدة، خوفاً من اكتساحه مقاعد مجلس النواب وهذا سيحدث إن شاء الله، ولذلك كان المخطط الجهنمى بالنيل والتطاول على الأحزاب خاصة حزب الوفد، ومع الأسف شاركت القاضية الجليلة فى هذا المخطط الهدام بهدف وأد التحالفات السياسية وعلى رأسها تحالف الوفد، وظناً من واضعى المخطط الجهنمى أن تجريف الأحزاب هو ما يحقق أهدافهم ونيل رضا القيادة السياسية.
وأستغرب جداً مما يفعله هؤلاء، لأنهم دائماً ما يفعلون ما يخالف الدستور العظيم الذى تم وضعه كأول استحقاق فى خريطة المستقبل فالدستور نص على تداول السلطة، وهذا التداول لن يتم الا فى وجود أحزاب تتحمل المسئولية السياسية الكاملة. وأستغرب أكثر أن تهانى الجبالى تنسى ذلك، وهى الأولى بالفهم والمعرفة فى القانون والدستور.. فإذا تم تجريف الأحزاب.. لا قدر الله ـ فمعنى ذلك وصول أصحاب هذه المخططات الشيطانية الى البرلمان وتشكيل الحكومة واختيار الرئيس القادم!!. وهيهات لهؤلاء أن يحققوا تصرفاتهم غير المسئولة.. وكفى يا «تهانى» من تطاول على الأحزاب والوفد تحديداً.