رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«محلب» وحركة المحافظين

حتي كتابة هذه السطور لم تصدر بعد حركة المحافظين، ولا يوجد سبب معلن لهذا التأخير، ومنذ تشكيل حكومة ابراهيم محلب الجديدة والأخبار تتوالي عن قرب إعلان تغيير المحافظين خاصة الكسالي منهم أو الذين لا تؤرقهم مشاكل الناس، ولا يعنيهم هموم المواطن التي باتت تلاحقه يومياً، وهناك محافظون علي عظيم الأسف، لا يشعرون بخطورة المرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد، ولا يدركون حجم التحديات المرعبة التي تواجهها الدولة، واكتفي هؤلاء الكسالي بالمكوث في المكاتب في ظل برودة المكيفات.

الكارثة الحقيقية هي بقاء أي محافظ في منصبه وهو لا يؤدي دوراً ويترك الدنيا خربة من حوله، والأخطر في هذا الشأن أن هذه النوعية من المحافظين، تتسبب في حالة احتقان شديدة ونقمة علي تصرفات الدولة بسبب هؤلاء الكسالي الذين لا يدركون أن مصر تمر بمرحلة ومنعطف خطير في سبيل إعادة بناء الدولة وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين التي من أجلها قامت ثورتان عظيمتان.. هذه الفئة من المحافظين، يجب إزالتهم، وأقصد هنا لفظ الإزالة بدلاً من الابعاد، لأن هذا اللفظ يعني أن  وجود هولاء من  نوعية المحافظين الذين لا يعملون، هو بمثابة مخالفة ولذلك وجب  إزالتهم علي الفور، بدلاً من تسليطهم علي المواطنين واعلان الحرب عليهم، وتركهم يغرقون في بحور من الهموم والمشاكل التي تتفاقم.
هؤلاء من كسالي المحافظين يشوهون حكومة محلب الثانية، بل يتسببون في إصابة الناس بخيبة أمل، تكون سبباً رئيسياً في زيادة الاحتقان والضغينة بين الناس ومؤسسات الدولة.. وحركة المحافظين لا تتواكب مع الدولة العصرية الجديدة التي يتم تأسيسها حالياً، ثم إن هناك حالة احباط شديدة بين الناس لعدم شعورهم بأي تحسن طرأ عليهم بسبب تصرفات المحافظين الحمقاء وعدم اقتحامهم المشاكل والبحث لها عن حلول حقيقية يلمسها الناس من خلال واقعهم. فهناك مشاكل بالمحافظات، لاتجد حلاً منذ عشرات السنين،  ويتعاقب عليها محافظون ولا تجد حلاً، وكأن الأمور قد استعصت علي الحل في حين  لو أن محافظاً أصابته «الحمية» والشجاعة لاقتحم أية مشكلة  ووضع لها الحلول الفورية، بدلاً من تركها تتفاقم وتستفحل كما نعيش كلنا ونلمسه.
المؤلم أنه في اختيار المحافظين، تكون

بمثابة تكريم لشخصيات، ولذلك يشعر المحافظ ـ أي محافظ ـ أنه في نزهة لعدة سنوات، ولا يشعر أنه جاء لعمل شاق ومعركة حقيقية من أجل القضاء علي المشاكل وتوفير الراحة للمواطنين الذين جأروا كثيراً من الشكوي ولا حياة لمن تنادي!!!.. وطالما أن «محلب» لم يقم حتي الآن بإجراء هذه الحركة في المحافظين، وجب عليه، أن يختار بعناية فائقة الشخصيات التي لا تعرف سوي أنها تعمل وبإخلاص،  ويجب أن تكون هذه الشخصيات قادرة علي مواجهة هذه المشاكل المستعصية والتي استفحلت بشكل لافت للنظر.
المصريون لا يريدون محافظين كسالي يفتقدون الشجاعة المطلوبة لصد ومواجهة الكوارث التي لحقت بأهلنا من كل حدب وصوب، المطلوب فعلاً هو اختيار كفاءات حقيقية، لا  كفاءات علي الورق وحسب،، في مصر الحديثة لا مكان فيها لكسلان أو من يريدون أن يجلسوا في المكاتب المكيفة.. المرحلة الجديدة تحتاج إلي الكفاءات الوطنية التي تعطي بدون حساب، لا الذين يحصلون علي وجاهة أو  مكانة أدبية مثلما كان قبل الثورة العظيمة.
وحان الآن وقت رحيل هؤلاء المحافظين الذين لا يهشون أو ينشون وما أكثرهم في بلدي حالياً.. المهندس محلب علي عاتقه حمل كثيف وثقيل وعليه حسن اختيار السلطة التنفيذية التي يؤرقها حال الناس.. وكفي ما مضي من زمن الاستهتار بمصالح المواطنين.. حركة المحافظين مهمة وبالغة الخطورة وأتمني أن يكون «محلب» متأخراً في اصدارها بهدف انتقاء الكفاءات البارعة وفوق العادة.
[email protected]