رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات مع الباشا

فى الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين أتذكر أننى كنت من سعداء الحظ الذين احتضنهم هذا العملاق الكبير فى مقتبل حياتى الصحفية، عندما قدمت من

الأردن للعمل محرراً فى صحيفة «الوفد» محتضناً بحنو الفارس النبيل المعارض الجسور مصطفى شردى.. فى عام 1986 عندما انضممت لكتيبة «الوفد» الصحفية، مفضلاً العمل بها عن باقى الصحف القومية كان ينتابنى شعور كبير ومؤكد أننى أحارب الفساد وضرب أهله بمعاول الكلمة.. فى ذكرى رحيل الزعيم فؤاد سراج الدين لا يمكن أن تبارح  مخيلتى يوم أمسك بيدى مصطفى شردى قائلاً للزعيم: إن هذا الشاب «طاحونة عمل».. ساعتها شعرت أننى التحقت بمعسكر تدريب شاق، يخوض حرباً ضروساً من أجل الحرية والديمقراطية.
الواقعة الوحيدة التى خذلت فيها فؤاد سراج الدين أننى تأخرت لمدة ساعة عن موعد حدده لى فى منزله بجاردن سيتى بسبب حادث سير وقع لى فى الطريق إليه.. وكان يوماً أسود فى حياتى ليس بسبب التأنيب الذى لحق بى، وإنما لأن الباشا سراج الدين تجاهلنى بعد حضورى ورحب بمن كان معى.. لم يشفع لى الحادث الذى تعرضت له، ولم يشفع لى التزامى طوال السنوات التى كان يرعانى خلالها.. فعلاً تصرفات زعماء بحق وحقيقى.. ولم يرض عنى الباشا بعدها الا عندما  توسط لى المرحوم الأستاذ سعيد عبدالخالق نائب رئيس التحريرحينذاك.
تعيس الحظ من لم يعمل مع فؤاد سراج الدين أو من لم يتعامل معه والأتعس أيضاً من لم يعمل  مع المرحوم العظيم مصطفى شردى.. فى ذكرى رحيل فؤاد سراج الدين أذكر أنه طلب منى العودة للعمل بصحيفة «الوفد» عندما حصلت على إجازة بدون مرتب للعمل بجريدة عكاظ السعودية، رغم مرور عام واحد للعمل بالسعودية وساعتها امتثلت لرغبة الباشا وقررت

العودة فوراً الى القاهرة، رغم  تمسك إدارة تحرير الصحيفة السعودية باستمرارى فى العمل وعلى رأسهم الصحفى القدير الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس التحرير.
فى ذكرى رحيل فؤاد سراج الدين، لا أنسى وأنا فى مقتبل الشباب الحوار الذى أجريته مع الزميل مجدى سرحان مع الباشا  فى «وفد الفيوم»، ليكون أول حوار لصحيفة إقليمية وكان يرأس تحريرها الزميل مجدى.. أذكر أن الباشا أصر على نشر الحوار فى الصحيفة الإقليمية حتى تشهد توزيعاً كبيراً، ويضع اللبنات الأولى لصحيفة إقليمية.. وأذكر أن السعادة كانت بالغة على وجه الباشا وهو يمسك بيده العدد الأول الذى سلمه إليه الزميل مجدى.
هناك من المواقف النبيلة والعظيمة للباشا فؤاد سراج الدين تحتاج بالفعل الى صفحات، ولا أقصد هنا مواقفه السياسية ودوره فى عودة الوفد الى الحياة السياسية ولا دوره فى حرب الاستعمار ولا دوره كوزير لداخلية مصر.. إنما أقصد الجانب الإنسانى للباشا الذى لا يعرفه سوى الذين تعاملوا معه، أو عملوا تحت إمرته.. وفى ذكراه الرابعة عشرة لا أملك سوى أن أدعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح الجنات، فهو وطنى من طراز ندر وجوده فى الدنيا كلها.
[email protected]