عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرة ثالثة.. إبراهيم عيسى

فهم كثيرون أننى أهاجم الزميل إبراهيم عيسى من خلال ما كتبته فى مقالين سابقين، والحقيقة على خلاف ذلك، فإن الاختلاف مع إبراهيم عيسى فيما يقوله بشأن عذاب القبر، ليس هجومًا عليه ولا سخرية منه كما زعم البعض، إنما هو وجهة نظر مغايرة تماما لما يقوله.. لن أتحدث أيضا عما جال بخاطر إبراهيم عيسى بشأن وجود عذاب للقبر من عدمه، لكن أعيد مرة ثالثة هل انتهينا من كل القضايا والمشاكل فى مصر حتى نتحدث عن مثل هذه الأمور، فهو يذكرنى بأفكار الإخوان والسلفيين الذين يكرههم إبراهيم عيسى، الذين يخرجون علينا بين ضحية وعشاها بتصريحات إما صادقة وإما على غير وعى وفى غير أوانها وزمانها.

لقد حدثنى زملاء أعزاء بأننى ظلمت إبراهيم عيسى عندما تحدثت عن نصر حامد أبوزيد وطه حسين ومصطفى محمود وهم يقصدون هنا أنه لا يجب السخرية من الزميل إبراهيم عيسى، والحقيقة أننى ظلمت «إبراهيم»، لأنه كان لا يجب أن أقارنه بهؤلاء العلماء الأجلاء الذين كانت لهم وجهة نظر تحترم رغم خلافنا معهم فيما شطحوا إليه.. فأبوزيد قبل وفاته تراجع عن كل شطحاته، وطه حسين اعتذر عن وجهة نظره فى التشكيك فى الشعر الجاهلى، ومصطفى محمود وصف شطحاته بأنها فى غير محلها، وأنها قادته إلى أن يرى بنور الله، وأعتقد أن إبراهيم عيسى نفسه سيعتذر عن هذه الشطحات الصادمة للدين الإسلامى ولمشاعر المسلمين.
زملاء آخرون قالوا لى إن ما تكتبه بشأن إبراهيم عيسى لا يتفق مع مبادئك التنويرية وضد حرية الرأى والتفكير، وهم مخطئون فى ذلك، لأننى لم اقترب من حرية التفكير وابداء الرأى، ومن حق إبراهيم عيسى وغيره أن يفكروا كيفما

يشاؤون، ومن حق أن أقبل أو أرفض، لكن ليس من حقهم اعتبار شحطاتهم حقائق مؤكدة.. وأعلم أيضًا أن هناك علماء فى القرن الخامس الهجرى، كانوا قد تشككوا فى عذاب القبر، والحديث أو القول المأثور، بأن القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، وهؤلاء العلماء القدامى تراجعوا أيضا عن وجهة نظرهم فيما بعد.
ثم إن إبراهيم عيسى عندما يطرح هذه «الشطحة» الآن فى وقت مصر تؤسس لبناء الدولة الحديثة، وبدأ قطار التنمية ينطلق من محور قناة السويس، إنما يجرنا إلى واد آخر وهذا هو وجه الخلاف الحقيقى مع زميلنا العزيز إبراهيم.. فلا الزمان ولا الطريقة يسمحان بإثارة هذه القضية.. وهذا ما يأخذه علينا المستشرقون فى كل كتاباتهم.. أما أنه من حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه ووجهة نظره فهذا حق لا جدال فيه، وحرية الرأى والتفكير لا نقاش فيها، والذى يحارب ذلك لا يستحق الحياة أصلاً.. لكن يجب اختيار الوقت المناسب لاثارة هذه القضايا التى لا تغنى ولا تسمن من جوع، ولكنها قد تؤثر فى تعطيل بناء الدولة الحديثة.


[email protected]