رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسقط حكومة «شرف»

ما الفرق بين الرئيس المخلوع حسنى مبارك والدكتور عصام شرف رئيس وزراء حكومة الثورة؟.. الفرق الوحيد أن «مبارك» خلعه الشعب، و«شرف» فى انتظار أن يخلعه الشعب أيضاً!!. هذا هو الفرق الوحيد، وما دون ذلك فهناك اتفاق كامل فى كل شىء.. فى الأداء وفى الطريقة.. قبل خمسة شهور كان يقوم بهذا السيناريو «المخلوع»، والآن يكرره «شرف»،والثوار هذه المرة ليسوا فى ميدان التحرير فقط، وإنما تحولت ميادين مصر كلها فى الوجهين البحرى والقبلى إلى ميادين تحرير.. مرت خمسة شهور ومطالب الثورة لم تتحقق، ويعيد شرف نفس سيناريو «مبارك».. لماذا  تصر الدولة على التقليل من شأن الثورة.

لقد قتل «شرف» الأمل فى نفوس الثوار، وحرام أن نصفه بأنه رئيس وزراء الثورة، إنه رئيس حكومة تابعة لنظام المخلوع «مبارك»،، بيان «شرف» الذى ألقاه مساء أمس الأول تخدير للجماهير واستهانة بهم، يتحدث فقط عن قرارات سيأخذها إما بعد أسبوع بشأن تعديل وزاى وإما بعد شهر في حركة محافظين،وزاد شرف من خيبة أمل الجماهير عندما أعلن أنه ناشد مجلس القضاء الأعلى بإجراء محاكمة علنية لرموز النظام الفاسد البائد.

«شرف» لم يتخذ قرارات فورية استجابة لمطالب الثوار، وإنما استخدم مسكنات لا فائدة منها مع الثورة العارمة بالبلاد التى تجددت احتجاجاً على عدم تنفيذ مطالب الثورة التى خلعت «مبارك» ونظامه، ولم يقدم «شرف» رؤية وقرارات حاسمة بشأن حالات الغضب المتصاعد لدي الثوار، ولم يقدم شيئاً ملموساً يفرغ به هذا الغضب.. خطاب «شرف» أو بيانه أو الكلمات المستفزة التى أعلنها زادت مرة أخرى الغضب العارم بين الجماهير المصرية.. حتى البيان الثانى أضعف من البيان الأول.. طريقة الوعود لا معنى لها، والشعب لن ينخدع أمام هذه التصريحات عديمة الجدوى..

هل عصام شرف تلقى هذه الكلمات من المجلس العسكرى الحاكم لإعلانها؟!..

أم أنها من رأسه؟!.. ولكنها فى كل الحالات كارثة تجاه الثورة المصرية.. لم يقدم البيان حلولاً لمطالب الثورة، بل هو التفاف على مطالب الثوار.. وكما قلت قبل ذلك: فإن الشعب المصرى لن يتهاون بعد ذلك فى أى حق من حقوقه،وأن اعتماد الدولة على أن الشعب سينسى، فهذه أكذوبة، وكل من يظن ذلك واهم.. لقد أعطى الشعب للحكومة بعد الثورة خمسة شهور، ولما وجدها لا تعبأ بمصالحه، تحولت مصر كلها الى حالة اعتصام، وتعدى ذلك الى التهديد فى خلال أسبوع بالعصيان المدنى.

الأكرم والأفضل للدكتور عصان شرف وحكومته التى تدين بالولاء الى النظام السابق، أو على الأقل تسير على خطاه ونهجه أن تنسحب وتقدم استقالتها.. ويبدو أن الخطوة القادمة ستكون كذلك، فبعد رفض البيانين الصادرين من «شرف»، وإصرار الثوار على تحقيق مطالبهم كاملة دون نقصان يعنى ذلك سقوط حكومة شرف.. فالخطوة القادمة للثوار هي الشعب يريد اسقاط حكومة شرف، نعم الشعب يريد فعلاً إسقاط النظام تانى، وسيرددها ثالثاً ورابعاً وخامساً وألفاً طالما أن الجماهير لم تشعر بأى تغيير، وطالما انه لم تتحقق مطالب الثورة كاملة، فالشعب لن يتهاون بعد ذلك مع من يسلب حقوقه.