رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الله.. عليك يامصر

الله عليك يامصر.. خلاص الشعب المصرى الأصيل، لن يسكت أو يتهاون أبداً فى حق من حقوقه.. بصراحة شديدة إن الثورة جددت شبابها يوم الجمعة الماضى فى ميدان التحرير وجميع محافظات مصر. الذى شهدته البلاد يؤكد أن المصريين لا رجعة أو تهاون لديهم فى أى حق من حقوقهم.. الذى حدث هو أن «الشعب يريد إسقاط النظام.. تانى» ولماذا لأن جميع مطالبهم شعروا بأن هناك التفافاً حولها، وأن الحكومة خرجت على دورها الثورى فى معظم المطالب التى نادى بها الشعب. لم يشعر المواطنون بتغيير حقيقى وتطهير جذرى للبلاد من الفاسدين، فالذى حدث أن ألقى القبض على رؤوس الفساد، وتم ترك الهياكل الفاسدة كاملة فى كل الوزارات والمؤسسات تمارس نشاطها على عينك ياتاجر.

فعلاً لم تحقق الثورة إلا جزءاً يسيراً من أهدافها، فمازال النظام السابق يعشش فى البلاد، سواء داخل الحكومة التى تضم ثمانية عشر وزيراً من أنصار «مبارك» أو على الأقل الذين كانوا يدينون بالولاء له.. إضافة الى أن مؤسسات الدولة بكامل أفرادها مازالت تعمل بنفس طريقة النظام السابق.. المواطنون لم يشعروا بعد بأى تغيير.. الأشخاص الفاسدون قبعوا خلف القضبان وتتم محاكمتهم بطريقة تشبه مشى السلحفاة، وحل محلهم أشخاص آخرون تصورنا فى بادئ الأمر أنهم ولدوا من رحم الثورة.. وخاب ظن الجميع فيهم.

يوم الجمعة الماضى، أعلن الشعب صراحة كلمته فى ميدن التحرير وجميع ميادين وساحات مصر منادياً بتجديد الثورة حتى تتحقق المطالب كاملة غير منقوصة.. النظام السابق الذى أسقطه الشعب لايزال متواجداً وبقوة داخل البلاد، القضايا مازالت معلقة لم تحسم، الحرية والديمقراطية التى نادى بها الشعب مجرد

كلام فى كلام على الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى.. نعم الآن توجد حرية كلامية فقط لاغير.. وعندما نريد تطبيق هذه الحرية والديمقراطية نجد الحكومة تنفرد بمشروع قانون لمجلسى الشعب والشورى، وتتجاهل مشروع التحالف الديمقراطى الذى يضم ثمانية وعشرين حزباً سياسياً تمثل جموع المصريين.

أين هى إذن الحرية والديمقراطية الحقيقية؟!.. هناك التفاف خطير على الثورة، وهو ما دفع الى الثورة الثانية ان صح هذا التعبير.. من حق الجماهير أن ترى محاكمة علنية وسريعة لرموز الفساد فى العهد السابق البائد ومن حق الجماهير أن تشعر بتغيير حقيقى فى كل شىء، ومن حق المواطنين أن يروا ثمار ثورتهم الأولى.. الواقع مؤلم وبهذا الشكل لا يبشر بخير.. وكان لزاماً أن تندلع الثورة الثانية التى جابت القاهرة ومحافظات مصر كلها.

ويخطئ من يظن أن الشعب المصرى، سيسكت أو يرضخ مرة أخرى لإهدار حقوقه المشروعة أو المطلوب تحقيقها.. الذين يحاولون أن ينالوا من هذا الشعب العظيم واهمون بكل المعايير والمقاييس.. فمصر لن تعود الى الوراء مرة أخرى، لأن هناك شعباً واعياً سيفوت أى فرصة على خفافيش الظلام.