عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اغتيال «المحجوب».. فرقعة إعلامية

لماذا يتم الآن فتح ملف اغتيال الدكتور رفعت المحجوب؟!.. ما الأسباب والدوافع؟!.. ومن المستفيد من فتح ملف لرجل ممن أفسدوا الحياة السياسية بالبلاد؟!.. لا فرق بينه وبين فتحى سرور القابع خلف القضبان؟!.. أم أن الأمر هو ملهاة جديدة للشعب المصرى لشغله عن قضايا أهم؟!.. أم هى عملية إعلامية وفرقعة ممن قدم البلاغ للنائب العام؟!

لا أصدق أن يكون الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى عاث فساداً فى البلاد، متورطاً فى اغتيال الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الأسبق.. فلا يستقيم أن يكون «المحجوب» الذى كان إحدي دعائم النظام السابق الفاسد وصاحب مقولة «سيد قراره»، والذى ينفذ تعاليم النظام عن ظهر قلب، ضحية قتل دبرها «مبارك».. فالمحجوب ـ يرحمه الله ـ كان واحداً من ركائز النظام الذين كرسوا حكم الفرد، وأوصلوا المخلوع مبارك إلى أن ينفرد بالحكم.. لقد حوّل المحجوب مجلس الشعب الى مجلس مصطبة يوافق على كل تكريس للحكم الشمولى بالبلاد، فقد كان واحداً من تلاميذ مدرسة الاتحاد الاشتراكى التى ألهت نظام حكم الفرد ولا تعرف طريق الحرية والديمقراطية، وهو المنطق الذى يتوافق مع المخلوع «مبارك».

وتاريخ رفعت المحجوب السياسى، لم يحد عن هذا الطريق منذ ظهور نجمه خلال الأزمة أيام الرئيس الراحل أنور السادات، والمعروفة بأزمة القطط السمان والتى قضى فيها السادات على الدكتور مصطفى خليل سياسياً.. ومنذ هذا التاريخ والمحجوب يسعى إلى التقرب من مؤسسة الحكم وقد نال مراده عندما تولى رئاسة مجلس الشعب بعد خوضه الانتخابات فى دائرة الزرقا بدمياط وفاز بها بالتزوير العلنى، وكنت شاهداً على مهزلة هذه الانتخابات عام 1987.. ونشرت «الوفد» فى هذا التوقيت مهازل الانتخابات.. وأذكر فى هذا التوقيت أيضاً أن شقيقه عبدالخالق المحجوب هددنى بالقتل داخل مركز الشرطة عندما رفع مسدسه علىّ، لولا أن انتزعه منه مأمور القسم فى هذا التوقيت، لتصويرى وقائع تسويد البطاقات الانتخابية علناً لصالح شقيقه!!.

رغم كل الفساد الذى ارتكبه حسنى مبارك فى البلاد طيلة ثلاثين عاماً، لا يمكن أن يكون متورطاً فى عملية اغتيال رفعت المحجوب، ولماذا يقتله أو يدبر عملية قتله، وهو المطيع الأمين لتنفيذ كل تعليماته حرفياً، وإعلانه الحرب فى هذا التوقيت على حزب

الوفد ونوابه داخل مجلس الشعب الذين كانوا يقفون بالمرصاد لكل خطأ، لا يرهبهم سلطان جائر ولا حاكم ظالم.. فنواب الوفد العظام أمثال ممتاز نصار وعلوى حافظ وعلى سلامة وكرم زيدان وغيرهم الذين كانوا يزلزلون مصر، ويقاتلون ويجاهدون ضد أساليب المحجوب التى كانت تنفذ تعليمات النظام.

أما وثائق صفقات السلاح والعمولات والرشاوى التى كان يحصل عليها «مبارك» وحسين سالم ومنير ثابت وصفوت الشريف فلم تكن سراً فقد أعلنها داخل المجلس النائب الوفدى الوطنى العظيم المرحوم علوى حافظ، وكان يجاهر بها علانية لم يخش جبروت النظام ولا تسلط مبارك وسدنة حكمه، وتعرض حينئذ النائب الوفدى علوى حافظ لمحاولات اغتيال ونجاه الله منها.. وأذكر أنه عقد مؤتمراً صحفياً فى حديقة مجلس الشعب، بعد ما رفض رفعت المحجوب تخصيص قاعة له، ووقف علوى حافظ داخل الحديقة يتحدث عن كل التفاصيل وكنت حاضراً فى هذا المؤتمر الصحفى مع الزميل جمال يونس مدير التحرير حالياً.

الأدلة الواردة فى البلاغ الذى يتهم «مبارك» باغتيال رفعت المحجوب، لم تكن سراً انفرد به رفعت المحجوب، بل ان النائب علوى حافظ أعلنها مراراً، وكان المحجوب يقاومه بكل شدة ويمنعه من الحديث عن تورط مبارك وحاشيته فيما يتعلق بعمولات السلاح؟!.. الذين حاولوا اغتياله فعلاً هو علوى حافظ، أما عملية اغتيال رفعت المحجوب فلها أسباب أخرى نفذتها جماعة الجهاد فى إطار سلسلة اغتيالات كانت تعتزم القيام بها ضد نظام الحكم بكامله.. وسوف أتحدث عن ذلك فيما بعد...