رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إضراب ضد الفقراء!!

تلقيت مؤخراً عدة رسائل من مرضى كانوا قد جهزوا أنفسهم لإجراء عمليات جراحية فى مستشفيات حكومية، ويوم إجراء هذه الجراحات فاجأتهم إدارة المستشفى بعدم إجرائها، لأن الأطباء مضربون!،. ومن الرسائل المؤلمة التى تلقيتها رسالة سيدة تئن وتتوجع وكانت على وشك إجراء جراحة دقيقة، وطالبتها إدارة المستشفى الحكومى بمغادرة المكان لأن هناك

إضراباً.. ومازالت السيدة بين الحياة والموت والله يتولاها طالما أن الأطباء فى حالة إضراب.. وكذلك الحال والشأن للزميل طارق المهدوى الذى يعانى الأمرين بمستشفى دار الشفاء فى العباسية الذى أجرى عدة جراحات فى البطن ويعانى معاناة شديدة من الإهمال الشديد سواء قبل إضراب الأطباء أو بعده.. والمؤلم فى هذا الشأن أنه لا يجد يداً من الدولة ممدودة له فى ظل حالته الصعبة.. وهناك من لا يستحق العلاج على نفقة الدولة وتتحمل هى مصاريف علاجه بالخارج، إلا الزميل طارق المهدوى الذى نسيته الدولة تماماً!!.
ومؤخراً التقى المهندس إبراهيم محلب مع الأطباء، ورفضوا إمهاله مدة حتى يتم تنفيذ مطالبهم، وأصروا على موقفهم الغريب والمتعنت فى الاستمرار بالإضراب، وكأن عباد الله المرضى لا قيمة لهم فى هذه الحياة الدنيا، والموت أولى بهم.. وليس معنى ذلك أننا ضد إضراب الأطباء أو غيرهم، فهذا حق كفله القانون والدستور ووسيلة تعبير فى أية دولة ديمقراطية حديثة، ولا أحد على الاطلاق يمانع فى أية اعتصامات أو احتجاجات أو إضرابات فكلها وسائل مشروعة.. لكن يبقى أن هناك مرضى ويحتاجون للعلاج والأشد ضرراً فهم الذين يستحقون إجراء جراحات لهم ولا يجدون بديلاً عن ذلك فهل يحق بهذا الشكل

أن تتركهم فريسة للموت؟!.. هل الأديان والأخلاق والأعراف ترضى بهذا الأمر؟!.. من حق الأطباء أن يضربوا ويعتصموا ويتظاهروا ومن حق المرضى العلاج.
وعندما يطلب رئيس الوزراء مهلة ليست بالطويلة حتى يتم تدبير متطلبات الأطباء سواء كان الكادر أو خلافه، فلنعط له هذه الفرصة حتى يدبر حال الحكومة لتنفيذ مطالب ورغبات الأطباء بدلاً من هذا التصعيد الشديد الذى يأتى بالدرجة الأولى على حساب آخرين وهم المرضى!!. أم أن الأطباء المعذبين، فى مستشفيات الحكومة فقط، ولا يضربون فى المستشفيات الخاصة التى لا حمل للمواطن الفقير فى دخولها، ودفع القيمة الفندقية الباهظة فيها؟!.. نعم هناك إضراب فقط فى مستشفيات الحكومة، والأطباء أنفسهم الذين يعملون بها لا يضربون فى المستشفيات الخاصة.. أليس هذا شيئاً يدعو الى  التساؤل لماذا إضراب يضر بحقوق الغلابة، ولا إضراب بشأن القادرين على دفع الأموال الباهظة بالمستشفيات الخاصة؟!.
ويكفى الحالة البائسة والحياة غير الكريمة التى يحياها غالبية البشر من الشرفاء الذين لا يقدرون على شراء العلاج وليس أمامهم إلا مستشفيات الحكومة المضرب بها الأطباء!!
[email protected]