رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الغاضبون.. من الوفد!!

وثيقة التوافق الديمقراطي من أجل مصر التي وقع عليها حزب الوفد و17 حزباً آخر، تهدف الي تمثيل أوسع للأحزاب والقوي السياسية وتمنع ـ كما تقول الوثيقة ـ اختراق المال والعصبيات وفلول النظام السابق، وأجمع المشاركون علي ضرورة استمرار التداول حول آليات عمل التحالف في المرحلة القادمة، لاستمرار التنسيق في المواقف السياسية والبرامج الانتخابية، بهدف الوصول الي قوائم انتخابية من جميع ممثلي أعضاء التحالف، وقادرة علي نيل ثقة الجماهير، لتشكيل برلمان معبر عن جميع مكونات الوطن وقادر علي القيام بمسئولياته وأهمها تشكيل لجنة وضع دستور جديد للبلاد.

ما الذي إذن يغضب منه البعض؟.. لماذا الغضب والوثيقة تقضي بحرية العقيدة والعبادة، وأن المواطنة هي أساس المجتمع والتنمية البشرية والبحث العلمي أساس نهضة المجتمع؟!. لماذا يغضب البعض رغم ان الوثيقة تقضي بضرورة تداول السلطة عبر الاقتراع الحر النزيه، وحق التجمع السلمي في الأحزاب والجمعيات الأهلية والنقابات المهنية، وحرية الرأي والتعبير والاعلام وتداول المعلومات والاعتصام والتظاهر السلمي؟!

لماذا الغضب من وثيقة تؤكد ان النظام الاقتصادي يقوم علي الحرية والعدالة الاجتماعية وتأكيد دور الدولة في الرعاية والحماية الاجتماعية، وتدعيم العمل العربي المشترك رسمياً وشعبياً، وبناء علاقات مصر الإقليمية والدولية علي أساس التعاون والمصالح المشتركة والاهتمام بدول حوض النيل بشكل خاص وإجراء حوار استراتيجي مع إيران وتركيا؟!.. ما الذي يغضب منه البعض، والوثيقة تؤكد ضرورة مراجعة عملية التسوية مع إسرائيل علي أساس انه لا سلام حقيقياً في ظل العدوان وانتهاك الحق الفلسطيني في تقرير المصير؟!

الغاضبون من الوفد لأنه شارك في التوقيع علي هذه الوثيقة تحركهم مصالحهم الشخصية فحسب، لمجرد ان حزب الحرية والعدالة من المشاركين في هذه الوثيقة، رغم وجود16 حزباً آخر وقع علي الوثيقة؟.. وأظهر الغاضبون مواقف عجيبة وغريبة بدون معني أو وعي للأمر برمته..وطالما ان حزب الحرية والعدالة الذي يغضب منه البعض وقع علي وثيقة مبادئ حاكمة للدستور، فلماذا هذا التعنت وهذا التعصب؟ ومن هؤلاء الغاضبين مَنْ راح يصب جام غضبه علي الوفد ورئيسه الدكتور السيد البدوي شحاتة بدون مبرر يذكر. وكأن »البدوي« الذي يتحرك في إطار من الوطنية ومصلحة الوطن والوفد قبل كل شيء ارتكب جرماً!!

ونسي الذي افتري علي حزب الوفد ورئيسه، أن الوفد سيظل هو بيت الأمة، ومصلحة المواطن هي فوق كل اعتبار،

سواء كان هذا المواطن مسلماً أو مسيحياً، فالوفد لا يعرف هذه التفرقة ولم يعرفها طوال تاريخه ولن يعرفها أيضاً في المستقبل.. والذي يهاجم الوفد علي الفضائيات مؤخراً حركه وازع ديني بحت غير موجود أصلاً لدي الوفديين جميعاً، فهو فضل مصلحته الشخصية الضيقة علي المصلحة العليا للوطن وللوفد.. ونسي الرجل أيضاً ان السيد البدوي شحاتة كان خير خلف لخير سلف من زعماء الوفد الكبار أمثال سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين.. الذين حملوا علي عاتقهم شعاراً لا يمكن الحيدة عنه وهو »يحيا الهلال مع الصليب«..

البدوي كان حريصاً ولايزال علي ترسيخ الوحدة الوطنية سواء قبل توليه رئاسة الوفد في عمله الخاص داخل مؤسساته الخاصة، وبعد توليه رئاسة الحزب.

فمثلاً منـ 11 عاماً قرر صرف حوافز سنوية داخل مؤسساته الخاصة في أعياد الميلاد المجيد، أسوة بأعياد المسلمين.. تصرفاته وأفكاره النيرة والليبرالية تتعامل مع الجميع بصفتهم مواطنين ولا غير ذلك.. فلماذا الافتراء وبدون وجه حق؟!..

كنت أتمني ممن يكيل للوفد ورئيسه الاتهامات، ان ينظر لنفسه أولاً، فقد تعلمنا ان الذين بيوتهم من زجاج الا يقذفوا خلق الله بالحجارة.. وليس من العقل او المنطق توجيه الاتهامات لمجرد ان الوفد استخدم حنكته وفطرته السياسية الذكية في التوقيع علي وثيقة لـ»17« حزباً، كان من بينها حزب الحرية والعدالة.. التحالف الديمقراطي أو الوطني الجديد مهم في هذا التوقيت وليس معناه انصهار او ضياع هوية حزب الوفد، أما الذين ينظرون الي الأمور بسطحية وبدون وعي سياسي فهذه مشكلتهم والله يتولاهم.