رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وباء الخنازير

ما سر التضارب الشديد بين الأخبار المتناثرة هنا وهناك حول وباء إنفلونزا الخنازير.. فوزارة الصحة تعلن أرقاماً مخيفة بشأن عدد الضحايا والمصابين، وعلى غير العادة نجد منظمة الصحة العالمية تعلن أرقاماً أقل مما تعلنه مصر.. وعلى كل حال فإن مصر تعيش الآن مرحلة خطيرة مع هذا الوباء الذى أطل برأسه من جديد على البلاد، آخر إحصائيات الصحة أن عدد القتلى تجاوز الثلاثين حالة إضافة إلى وجود عشرات المصابين الذين يرقدون بالمستشفيات ولا يجدون الرعاية العلاجية الكافية.

فيروس «H1N1» المعروف بإنفلونزا الخنازير الذى عرفته مصر فى عام 2009 وأثار حينها رعباً شديداً بين المصريين عاد هذه الأيام بشكل أكثر رعباً حاصداً هذه المرة عشرات الضحايا من القتلى والمصابين.. والذى يثير الدهشة أن أطباء كثيرين بمستشفيات الحميات حذروا كثيراً منذ حوالى خمسة شهور من انتشار الوباء بين المصريين ولم يعبأ أحد بما قالوا أو حتى اتخذوا خطوات للتعامل مع هذا الفيروس القاتل، الكل استهان بهذا الأمر على اعتبار أن فيروسات الإنفلونزا ضعيفة بشكل عام  وتتعايش مع الإنسان، إلا أن ذلك لا يمنع من تحولها إلى وباء فتاك يحصد الأرواح ـ ولأن حياة البشر رخيصة ولا تهم أحداً فقد ترك المسئولون هذه الكارثة تستفحل وتزداد وتحصد المصابين بها.
والإجراءات الوقائية فى هذا الصدد مهمة جداً وتجاهلها هو السبب الرئيسى فى زيادة أعداد المصابين والضحايا.. والوقاية تتمثل فى توفير العقاقير المعالجة

للمرضى والكمامات الواقية وخلافها، وهى لن تكون مكلفة مقارنة بالعلاج للمصابين، والآن يجب على الصحة بالتنسيق مع وزارة التعليم أن تكون هناك استعدادات وقائية قبل بدء الفصل الدراسى الثانى فى 22 فبراير الحالى، وحتى لا تستفحل ظاهرة هذا الوباء بين تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات.. والمشكلة فى «الخنازير» أن أعراضها تشبه الإنفلونزا العادية وإهمال التشخيص يزيد من الخطورة وانتشار الوباء، ولذلك يجب أن تكون هناك استعدادات كبيرة لدى المستشفيات للتعامل مع هذا الأمر وفى أسرع وقت.
أما النقطة الأخطر التى أثارها الأطباء أن العقار المعالج  لهذا الوباء والمنتشر بصيدليات الصحة بات عديم الأثر ومنتهى الصلاحية، إضافة الى أن وزارة الصحة ليس لديها العلاج الخاص بالأطفال.. ألا تعد هذه الكارثة مصيبة تحل على رؤوس خلق الله.. وإذا كانت وزارة الصحة قد تراخت قبل ذلك فى التعامل مع الوباء فالآن وجب عليها أن تحسن التصرف قبل أن تستفحل هذه الظاهرة الخطيرة.