رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا يخجل وزير الداخلية؟!

اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أعلن أن أجهزة الأمن ألقت القبض على حوالى «90٪» من مديرى ومنفذى حادث تفجير مديرية أمن القاهرة.. يعنى أنه تم وضع اليد على القائمين بهذا العمل الإجرامى، وأنه باق «10٪» من الجناة فى الحادث المروع.. ولم يدل الوزير بتصريحات أكثر من هذا، ولدى قناعة أن النسبة الباقية «10٪» والتى وعد الوزير بالإعلان عنها ستكون قريباً ووعد الوزير بشرح كل التفاصيل فى هذا الشأن، ولدى عشم أو أمل فى أن الوزير لن يتجاهل أبداً عندما يعلن كل تفاصيل الأمر، بالكشف عن المتورطين من رجال الأمن الذين نقلوا وذاعوا أسرار الأجهزة الأمنية للإرهابيين الذين يقومون بهذه الأعمال الإجرامية.

سيضرب الشعب تعظيم سلام للوزير لو أنه أذاع عملية الاختراق التى حدثت فى وزارته، لأن ذلك لا يضير الوزير بشىء أو ينال منه، فالفساد ليس قاصراً على جهاز بعينه أو وزارة بذاتها، لأنه أشبه بالعنكبوت ودور المسئول الذى يريد إتمام نجاحه ألا يتراجع أو يعمل حساباً لأحد.. فالذين أذاعوا أسرار مديرية أمن الدقهلية وتورطوا فى نقل معلومات إلى الإرهابيين هم أشد إرهاباً من المنفذين أنفسهم، وليس على رأسهم ريشة حتى يتم كشفهم وفضحهم أمام المصريين وتقديمهم الى العدالة للقصاص منهم، فهم خونة وتسببوا فى كارثة وليس من المقبول أن تحدث عملية تفجير بهذا الشكل دون أن يكون هناك اختراق وقد قلت منذ أيام فى هذا المكان إن الحادث الأليم الذى أوجع القلوب وراءه بما لا يدع أدنى مجال للشك أن هناك اختراقاً..
وعلى حد المعلومات التى بحوزتى أن هناك متورطين من الجهاز الأمنى ويتم حالياً التحقيق معهم فى إطار من السرية وكنت أتمنى على الوزير أن يصحب تصريحه بشأن ضبط «90٪» من منفذى العمل الإجرامى، بالإعلان عن متورطين أمنيين سواء كانوا ضباطاً أو خلافهم، لكن الوزير اكتفى فقط بالإعلان عن «90٪» من المتورطين، وقد يكون الوزير أخر إعلان نسبة العشرة فى المائة لإذاعتها فى مؤتمر صحفى يشرح فيه كل تفاصيل الحادث بالاضافة الى عملية الاختراق.. الصالح العام للوزير وأجهزته

الأمنية ألايتم حجب أى شىء فى هذا الشأن، فالمتورطون من الداخلية فى عملية التفجير شأنهم شأن الإرهابيين المنفذين، ولولا المعلومات التى تم تسريبها ما تمت هذه الكارثة المروعة التى راح ضحيتها شهداء ومصابون لا ذنب لهم، بالاضافة الى أن هؤلاء المتورطين من الجهاز الأمنى خائنون للداخلية ولأنفسهم وللوطن وجزاء الخيانة العقوبة الشديدة.
ولا أعتقد أبداً أن محمد إبراهيم يمتنع أبداً عن كشف كل هؤلاء الخونة الذين يريدون تشويه أعماله الناجمة فى ضرب جذور الإرهاب وتعقب أصحابه ومنذ أيام أعجبنى تصرف اللواء محمدأبوشادى وزير التموين الذى أبلغ عن مدير مكتبه الذى ارتكب فساداً كبيراً، وقامت الأجهزة الرقابية بالتحقق من ذلك، وثبت تورط الرجل فى أعمال فساد وتم القبض عليه وأعجبنى أيضاً أن «أبوشادى» لم يخجل مما فعل، بل أدلى بتصريحات ونشرتها «الوفد» قال فيها إنه فى إطار تعقبه للفساد اكتشف أن كاتم أسرار مكتبه متورط فى الفساد وكان لابد من محاسبته ولم يكتفِ «أبوشادى» بفصله أو إبعاده.. يبقى أن أقول لوزير الداخلية وأكررها للمرة الألف إن هناك اختراقاً بالأجهزة الأمنية وتم ظهوره بجلاء فى حادث انفجار مديرية أمن الدقهلية واغتيال المقدم محمد مبروك والنقيب أبوشقرة، وما خفى كان أعظم.
ويبقى أيضاً أنه لابد على الوزير ألا يتورع خجلاً من كشف هذا الاختراق وسيحسب هذا للوزير فى صالحه وليس ضده.. «مش كده ولا إيه».

[email protected]