رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الملهاة الأمريكية »2«

الذي يحدث الآن هو أشبه بالأفلام الأمريكية، قبضوا علي حسين سالم في إسبانيا، ومدريد تبدأ التحقيق معه، ومصر ترسل طلبًا لاستلام رجل الأعمال المصري الهارب الذي استولي علي خيرات مصر بمساعدة ورعاية الرئيس المخلوع حسني مبارك.. وأمس إسبانيا تفرج عن حسين سالم لتدهور حالته الصحية بكفالة مالية قدرها 27 مليون يورو.. هذه مأساة وملهاة للشعب المصري الذي لا يزال يتعرض للقهر والظلم، ورغم الثورة الرائعة، لم يسترد المصريون حقوقهم الضائعة التي نهبها النظام السابق، ولا أكون مبالغًا إذا قلت إن الأمل في عودة هذه الأموال غير وارد علي الإطلاق.

وحكومة تسيير الأعمال لا تختلف كثيرًا في طريقة تفكيرها عن كل الحكومات السابقة التي تشغل الناس بقضايا كثيرة لا فائدة منها.. وأتعجب كثيرًا من الأصوات العالية في الحكومة الحالية التي تصر علي الاستثمارات الأمريكية في مصر، واستكمالاً لما تناولته أمس، فإن الأمريكان يصرون علي فرض رأيهم علي القرار السياسي المصري من خلال أكذوبة الاستثمارات الأمريكية.. والحكومة الحالية تشغل المصريين عن كارثة حقيقية تتعرض لها البلاد حالياً، وهي أزمة القمح التي تعاني منها البلاد.. فشهر »نوفمبر« الذي يزرع فيه القمح في مصر، باقٍ عليه حوالي 120 يومًا، وأمريكا تشغلنا بمزاعمها عن الاستثمارات المكذوبة، وراحت تعطل مصر عن زراعة القمح علي أرض مصر.

لم يخطئ المهندس إمام يوسف رئيس مجلس إدارة شركة المشروع القومي لزراعة القمح، عندما اتهم الحكومة بتعطيل مشروع القمح رغم توافر الأموال وانتهاء تأسيس الشركة منذ حوالي ثلاثة أشهر.. ووصف إمام يوسف حكومة تسيير الأعمال برئاسة الدكتور عصام شرف بأنها مرتعشة ولا تستطيع أن توقع مشروع زراعة القمح أو أن تتحمل المسئولية القومية عن زراعة القمح.. فلماذا لا تقوم الحكومة بالتوقيع

الرسمي علي اتفاقية الزراعة للقمح؟!.. ولماذا لا تصدر الحكومة قرارات بالمساحات والأماكن التي سيتم زراعتها؟ ولماذا تتكاسل وزارة الزراعة عن اتخاذ مثل هذا القرار؟

حكومة تسيير الأعمال تشغل المصريين إما بالاستثمارات الأمريكية المزعومة، أو بقضية أرض توشكي وحكايات الوليد بن طلال.. وقَّع العقد الجديد أو تكاسل أو تأجل وفي نفس الوقت يتم التغاضي عن مشروع قومي مهم للشعب المصري.. أمريكا تشغل مصر عن هذا الموضوع بأكاذيب الاستثمارات الكاذبة، لتعطيل أكبر مشروع قومي حيوي للبلاد وهو زراعة القمح.. ولماذا لا تفعل ذلك ونحن نستورد رغيف الخبز منها، أو ممن تعطي لهم التعليمات والأوامر بمنحنا الخبز؟!.. مصر تحتاج إلي القمح ولا تحتاج إلي أفكار أمريكا التي تلهينا بها وتبعدنا عن امتلاك زمام قرارنا بيدنا.

الدكتور شرف ابن الثورة الذي اختاره الثوار رئيسًا للحكومة يجب أن يكون أكثر وعيا بمخططات أمريكا وتصرفاتها المشينة.. واليد المرتعشة يجب أن تكون ثابتة.. والقرار المصري يجب أن يكون مصريا خالصًا بعيدًا عن سيطرة أمريكا، مثلما كانت الثورة مصرية مائة في المائة.. والذي تفعله الولايات المتحدة هو تعطيل مصر عن اتخاذ قرارها النابع من ذاتها ووطنيتها.

وللحديث بقية