رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أكذوبة الاستثمار الأمريكي »1«

علي مدار عدة عقود ماضية لم نر استثماراً أمريكياً جاداً في مصر، وكل الاستثمارات التي تقوم بها الولايات المتحدة داخل البلاد، لا تتعدي نطاق البحث عن البترول والتنقيب عن الغاز الذي تقدمه في النهاية هدية إلي إسرائيل، أو لنقل بثمن بخس جداً.. لم يحدث أن قدم الأمريكان استثماراً نافعاً للشعب المصري..كل الشركات الأمريكية العاملة في مصر لا يتعدي عملها سوي القطاع البترولي والبحث والتنقيب عنه.

وقد صدق الدكتور ممدوح حمزة عندما أعلن أن الاستثمارات الأمريكية والتي تعول عليها الحكومة في مصر، مجرد هراء كبير ولا جدوي أو فائدة منه.. وإذا كانت الحكومة الحالية تتعشم خيراً في أي استثمار أمريكي نافع في البلاد فهذا عشم إبليس في الجنة.. أو معني أكثر دقة فإن »الحداية لا ترمي كتاكيت«، إن صحت هذه التعبيرات.. الاستثمارات الأمريكية المزعومة في مصر، تجلب معها كل الأيدي العاملة من غير أبناء الوطن، وغالباً ما تكون أدوارها مشبوهة والغريب أن الحكومة المصرية سواء كانت في النظام السابق البائد، ضحكت علي الشعب المصري بأكذوبة الاستثمار الأمريكي..ومع عظيم الأسف الآن وبعد الثورة، يتكرر نفس السيناريو ومازال لدي حكومة تسيير الأعمال الأمل في استثمارات أمريكية لا فائدة منها سوي علي أمريكا فقط!!.

وحتي لو صح ـ وهذا غير موجود أو وارد ـ وجود استثمار أمريكي، فإن الأمريكان يجلبون أموالاً قليلة، ويحصلون في المقابل لها المليارات من خير هذه الأمة.. وليقل لنا قائل منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات وحتي عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك، ما العائد الذي استفاد منه الشعب المصري من هذه الاستثمارات الأمريكية المزعومة.. العائد صفر علي شعب مصر، والفائدة للشعب

الأمريكي كاملة. فلماذا إذن الآن نعاود الحديث عن الاستثمارات الأمريكية التي أثبتت الأيام انه لا فائدة منها ترجي؟!. أم أن الأمر لا يعدو فرض سطوة بلطجة الأمريكان علي القرار السياسي المصري؟!.. لا أعتقد ابداً ان المصريين الذين قاموا بأكبر انجاز في تاريخ البلاد،يقبلون هذه السياسة العرجاء التي عادت علي المصريين بالوبال طوال فترة حكمي الرئيسين السابقين »السادات« و»مبارك«.. فهل بعد ذلك نعاود الحديث عن مزاعم وأباطيل أمريكية لا طائل منها، سوي الإضرار بمصالح البلاد.

إن أكبر خطر علي الثورة المصرية، هو الآن الحديث عن الاستثمارات الأمريكية، ومصر ليست دول الخليج التي فرضت أمريكا هيمنتها عليها، ورضخت لها هذه الدول طواعية، ومصر ليست العراق التي تجرأت في وجه أمريكا أيام الرئيس الذبيح صدام حسين، وكانت النتيجة احتلال هذا القطر العربي الشقيق. وقيام أمريكا باختيار حكومة عراقية علي هواها ومزاجها..

إننا في مصر لسنا هؤلاء ولن يكون المصريون هكذا، وعملية الاستثمارات الأمريكية التي تلاعبنا بها واشنطن، بمثابة »فخ« نحن في غني عنه الآن، لأنه لا فائدة منه، ويهدف الي اضعاف القرار السياسي المصري.

وللحديث بقية