رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر خالية من الإرهاب

نعلم أن ما تفعله «الجماعة» بعد إقصائها عن الحكم لن يزول بين عشية وضحاها، وأن التصرفات الإجرامية التى تقوم بها عناصر الإخوان ستأخذ بعض الوقت حتى يتم اقتلاع الإهاب من جذوره، ونعلم جميعاً أن ما يحدث الآن هو بسبب اثنى عشر شهراً فقط حكمت فيها الجماعة البلاد، وهى مدة زمنية كفيلة بأن يأتى إلى مصر كل المتطرفين والإرهابيين، فقد فتح محمد مرسى حدود البلاد، على مصراعيها لدخول كل هؤلاء الأوباش الى أرض الوطن، بالإضافة الى خروج كل التكفيريين من السجون.. وهؤلاء جميعاً شكلوا عصابة  كبيرة اتخذت من سيناء مأوى لها، وانتشر بعضهم فى محافظات مصر المختلفة.

وكم كنا ننادى ونصرخ من القادمين الخوارج الذين زادت أعدادهم بشكل لم يسبق له مثيل، لقد تخلصت منهم أوروبا وأمريكا، وكان منهج الرئيس الأمريكى أوباما ومفوضية الاتحاد الأوروبى واضحة فى هذا الشأن، فقد كانت هناك سياسة «زبالة» إن صح  هذا التعبير قام بها «أوباما» بالاتفاق مع الجماعة فى مصر والتنظيم الدولى للإخوان، لطرد كل الإرهابيين من أمريكا وأوروبا وتهجيرهم الى مصر، فى مقابل أن يتم دعم «الجماعة» فى مصر للوصول الى الحكم، وبالفعل تم ذلك.. وهذا هو سر العداء الشديد من أوروبا وأمريكا فى بادئ الأمر ضد ثورة 30 يونيه، ولايزال هذا العداء قائماً رغم كل التغييرات فى المواقف الأوروبية والأمريكية.
لقد تمت ممارسة ضغوط شديدة لا تتحملها الجبال على المؤسسة العسكرية المصرية للتخلى عن الوقوف إلى جوار الإرادة الشعبية التى قامت بثورة 30 يونيه، ولأن المؤسسة العسكرية وطنية من الطراز الأول لم تتوان لحظة فى أداء دورها فى حب مصر وتأييد ثورة أبنائها، ولم تهن أو تلين أو تضعف أمام الضغوط الأوروبية والأمريكية، وتم ما يشبه الحصار على البلاد بدون إعلان رسمى.. وأجبرت هذه الإرادة الشعبية كل الدنيا على أن تعترف بها وترضخ

لمطالبها، وتم عزل الإخوان من الحكم.. لكن باتت الكارثة التى خلفوها فى البلاد، وهى الكم الهائل من عناصر الإرهاب والتكفيريين الذين يقومون الآن بأفعالهم الشيطانية.
ويوم طلبت المؤسسة العسكرية تفويضاً من الشعب لإعلان الحرب على الإرهاب، كانت تعنى تماماً ما تقصده، فهى تعلم كم وأعداد الذين أتوا الى البلاد، ومن هذا اليوم والحرب معلنة على الإرهابيين وملاحقتهم ورصد تصرفاتهم الإجرامية.. ولذلك فإن الذين كانوا يتصورون أنه بخلع الإخوان ومرسى من الحكم، ستنتهى مشاكلهم مخطئون، لأن القنابل الموقوتة التى خلفوها تحتاج الى بعض الوقت لنزع فتيلها، وهو ما يحدث الآن..  ومن هنا باتت المهمة شاقة على المؤسسة العسكرية والشرطة المدنية، ليس لعدم القدرة على اقتلاع هؤلاء من الوجود، وإنما لملاحقتهم فى جحورهم.. وعندما نسمع أن عملية تم ارتكابها هنا أو هناك لا نقلق أو ننزعج، لكن النهاية اقتربت من الحسم، وأن هؤلاء مصيرهم الى زوال، والبلاد ستتطهر منهم تماماً عما قريب.
وأكبر شىء يصيب هؤلاء الخونة فى مقتل هو الاستمرار فى خريطة الطريق، والمضى قدماً نحو العبور الى بر الأمان، واليوم يعلن الرئيس عدلى منصور موعد الاستفتاء، ..واليوم أيضاً تكون «الجماعة» قد أصابها العجز واليأس، وقريباً سنسمع أن مصر خالية من الإرهاب.

[email protected]