عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زفة رؤساء والمدن والأحياء

رؤساء المدن والمراكز والأحياء.. بجميع البلاد وجميع المحافظين الذين يتم تعيينهم في مواقعهم، يأتون طبقاً للهوي والمزاج سواء كان في النظام السابق البائد ابتداء من عام 1952 وحتي الآن، وبعد قيام الثورة لم يحدث أي تغيير علي الاطلاق، فالذين خربوا المدن والأحياء والمراكز في نظام »مبارك« المخلوع، لايزالون في مواقعهم.. مع كل حركة محليات لا يفعل وزير الإدارة أو التنمية المحلية سوي تغيير مواقع رؤساء المدن والأحياء، والأشخاص ثابتون، فرئيس المدينة الفاشل في مركز مثلاً بالوجه البحري، يتم نقله الي الحي الفلاني بالقاهرة الكبري، وهكذا عملية حركة المحليات وهلمَّ جرا.

رؤساء المدن والأحياء بفكرهم المتحجر والمتجمد، باقون منذ زمن بعيد، وغالباً ما يتم تعيينهم بنظام المجاملات والمحسوبية، فمثلاً الضابط الفلاني الذي أنهي خدمته بجهاز الشرطة، ويعرف الوصول إلي وزير الإدارة المحلية، ضمن وظيفة جديدة له وهي رئاسة حي أو المدينة أو علي الأقل قرية!!!.لا توجد معايير أو  مقاييس يتم علي أساسها اختيار رؤساء المدن والأحياء، إنما هي عملية عشوائية بحتة تعتمد كلياً علي المعارف والوساطات والمحسوبية!!.

ووزير الإدارة المحلية الذي يقوم باختيارهم غالباً ما يأتي هو الآخر بطريقة غير ديمقراطية، وعندما يقوم بإجراء حركة تغييرات ينفذها طبقاً لما يقوم به أي وزير داخلية في أي حركة للشرطة، العملية تتم وتهتم بالنقل من مكان إلي آخر فقط!!

لم نسمع أبداً أن قام أي وزير للإدارة المحلية بعزل رئيس مدينة أو حي، ولا توجد طريقة ديمقراطية في اختيار رؤساء المدن والأحياء. رغم أنهم ـ أي رؤساء المدن ـ هم حجر الزاوية الرئيسي في إصلاح أحوال البلاد، فرئيس المدينة أو الحي منوط به الاهتمام بشئون مدينته أو حيِّه أو قريته، والعمل علي مصلحة المواطنين ورعايتهم وإيجاد الحلول لمشاكلهم.. ولا يوجد رئيس مدينة واحد لديه اتخاذ قرار بشأن جماهيره دون الرجوع الي

قيادت الإدارة المحلية. وتحولت العملية برمتها الي مركزية معقدة تتحكم فيها العاصمة، رغم أن الحكومة أو حتي رئيس الجمهورية لا علم لهم بما يجري داخل هذه المدن.

ورأينا في الغالب ان كل قرارات رؤساء المدن والأحياء تأتي بناء علي قياداتهم في الحكومة وهي لا تعرف شيئاً عن حال المواطنين وماذا يحتاجون.. حتي إن المخصصات المالية التي تصرف للمدن والاحياء لا تتعدي فقط شيئين رئيسيين هما الصرف الصحي والرصف.. وقد رأينا أحياء ومدناً كثيرة تقوم سنوياً بأعمال صرف ورصف وبات حديث الناس أن هذه »سبوبة« مالية يثري من ورائها رؤساء المدن والأحياء.

ومثلاً رئيس مدينة مثل الزرقا بمحافظة دمياط، لا يشغله فقط سوي المرور علي المخابز وتوجيه السباب الي الجماهير التي تطالبه بتحسين حالة رغيف الخبز، وتنظيم عملية صرف الخبز الي الناس.. رئيس المدينة هذا لا يجد شيئاً يفعله سوي القيام بزفة يومية في الشوارع بدون هدف، حتي ضجرت منه الجماهير.. وهكذا معظم  رؤساء المدن، بل إن  منهم من يركب الخيول في بعض محافظات الصعيد والوجه البحري.. فهل هذا معقول؟!

إنني أطالب حكومة تسيير الأعمال بعزل جميع  رؤساء المدن والأحياء الذين عفا عليهم الزمن وباتوا لا مكان لهم في ظل الثورة العظيمة.