رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحرير القرار المصرى

منذ شهور قلت فى هذا المكان وتحديداً بعد تولى محمد «مرسى» سدة الحكم إن أمريكا التى رعت جماعة الإخوان ودعمتها بالأموال حيناً وبالدعم اللوجستى حيناً آخر، وبالدعم الدعوى حيناً ثالثاً، وقلت أيضاً إن استقواء «الجماعة» بالولايات المتحدة وبجاحتها فى كل تصرفاتها،

لابد أن يكون لذلك ثمن باهظ، وظهر ذلك فى غزارة الأموال التى دخلت البلاد وأغدقت بها الجماعة على العمليات الكثيرة التى تثير الفوضى والاضطراب بالبلاد.. وشعرت أمريكا بأنها باتت على وشك تحقيق حلمها الكبير فى تفتيت الدولة المصرية مثلما حدث فى العراق وسوريا والسودان، وقد اختارت الولايات المتحدة عميلاً ـ من وجهة نظرها ـ قادراً على تحقيق هذا الحلم الذى ينفذ كل ما يطلب منه دون تفكير فى أية عواقب وخيمة.
أمريكا رأت أن خير من يطيع ويسمع كلامها هم جماعة الإخوان، لأن «الجماعة» لا يعنيها أى شىء سوى تحقيق حلمها فى الوصول الى سدة الحكم، وأمريكا لن تجد أحداً «عبيطاً» ولا ولاء لديه للأرض والوطن إلا «الجماعة»..وسياسة السمع والطاعة التى تنتهجها «الجماعة» فى كل تصرفاتها، كانت تفعلها ولاتزال مع أمريكا، ونسى الطرفان أن هناك شعباً أبياً لن يرضى بما تقوم به الجماعة ولا أمريكا، وأن خلفه مؤسسة عسكرية تنتصر لإرادته ولا ولاء لها إلا لهذا الشعب المصرى العظيم.. وكانت الصدمة أو الطامة الكبرى لأمريكا و«الجماعة» خروج ملايين المصريين فى «30 يونية» لرفض المخطط الصهيونى الأمريكى الإخوانى، لتقسيم مصر الى دويلات ولم يكن هذا خافياً على أحد، بل كان معلناً وواضحاً وصريحاً.
أمام هذه المسخرة كان لابد لنظام المرحلة الانتقالية بالبلاد الذى يريد تحويل مصر الى دولة مدنية ديمقراطية حديثة، أن تكون له وقفتان الأولى مع الجماعة الخائنة للوطن والمواطن، وهو إعلان الحرب على الإرهاب وكل ما هو غير وطنى وولائه للخارج أو الاستقواء به.. والوقفة الثانية هى مراجعة الموقف السياسي مع الولايات المتحدة التى مازالت حتى كتابة هذه السطور لا تستطيع التبرير فيما فعلته مع «الجماعة» ضد

الوطن المصرى والإرادة الشعبية العظيمة، وهنا بدأ الرد على أمريكا بطريق عملى آخر دون الدخول فى صدامات معها، والرد العربى كان بالذهاب إلى إقامة علاقات جديدة مع الروس.. فروسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفيتى السابق، هى الأقرب فى تحقيق مصر مصالحها، وهذا الموقف بتوطيد العلاقات يعكس دلالة واضحة لا لبس فيها وهى أن القرار المصرى لايزال قادراً على تحقيق المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى،وأن الاتجاه الي الروس، ليس معناه التبعية لها وإنما هو قرار وطنى خالص من أجل تحقيق المصلحة للبلاد.. وقد عكست زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين أصداء عانية واسعة، خاصة أنه منذ قيام الرئيس الراحل السادات بطرد الخبراء الروس، والاتجاه الى أوروبا الغربية وأمريكا، مروراً بمراحل كثيرة انتهجها الأمريكان مع مصر، وقع ما يشبه الشرخ بين القاهرة وموسكو، وتمكنت الولايات المتحدة من تفكيك الاتحاد السوفييتى الى عدة دول ورأينا أوروبا الغربية كلها تحولت الى تابعة لأمريكا فى كل شىء.
ثورة 30 يونية كانت أعظم انجاز حققته هو تحرير الإرادة الوطنية من التبعية لأمريكا وأى دولة أخرى، وقرار إقامة علاقات جديدة مع روسيا الآن هو انتصار للإرادة الوطنية، وتحرير مصر الكامل من التبعية لأية دولة.. وأكبر معلم لنجاح الثورة، هو قرار إقامة علاقات جديدة مع الروس لتحقيق مصلحة مصر أولاً وقبل أى شىء.
«وللحديث بقية»

[email protected]