عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الإخوان إلى الناصريين!!

الحمد لله، أزاح الله عنا كابوس حكم الإخوان إلى غير رجعة، لكن ليس معنى ذلك أن يسلم البلد الي الناصريين وأشياعهم، وقد يرد وقائل وما علاقة الناصريين الآن بالفترة الانتقالية التى تمر بها البلاد، والإجابة أننا الآن أمام خطة محكمة للغاية، يقوم بها الناصريون للسيطرة على مقاليد الأمور، فمثلاً وجدنا تشكيل المجلس الأعلى للصحافة وقد غلبت عليه الصبغة

الناصرية، وفى لجنة الخمسين صدمتنا نقابة الصحفيين بمجلسها الذى تغلب عليه الصبغة الناصرية بموافقته على كارثة حبس أصحاب الرأى والفكر فى قضايا التمييز، ظناً منهم أن ذلك سيطبق على الإخوان فقط، وقلت أمس إن أى صاحب رأى لو كتب ما لا ترضى به أية جهة إدارية أو مصلحة حكومية أو حتى أشخاص  لتم حبس صاحب هذا الفكر وهذا الرأى.
وجاء تشكيل المجلس الأعلى للثقافة وغلب عليه أيضاً أشياع الناصريين، وكل لجان المجلس خلت إلا ما رحم ربى من أصحاب الفكر الليبرالى، وكأن هناك خطة محكمة الأوصال لنقل السلطة مرة أخرى الى الناصريين، وغاب  عن هذه اللجان أى حزب ليبرالى، وكأننا نعيد مرة أخرى فاشية الإخوان المريرة وتسلطهم البغيض الذى اعتمد على سياسة الإقصاء والاستئثار.. إقصاء لكل التيارات الأخرى البعيدة عن الناصرية واستئثار فقط للناصريين ومن يدينون بالولاء لهم.
ويبدو أن لا أحد يتعلم أبداً من التجارب المريرة التى مرت بها البلاد منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، وإلا ما فعل الناصريون هذه التصرفات البغيضة التى كانت سبباً رئيسياً فى ثورة 30 يونية.. مصر  كما قلنا مراراً وتكراراً لا يمكن أن يحكم مصر فصيل سياسى واحد ولا يمكن أبداً أن يحتكر حزب واحد كل شىء، فهذا ضد سياسة العبور الى بر الأمان..

والتجربة الناصرية مرت بها البلاد لفترة طويلة منذ ثورة 23 يوليو 1952، وما كان يحدث خلال حقبة حكمهم لا يمكن أبداً أن يتم تطبيقه ونحن على مشارف عام 2014، وأستغرب كثيراً من الذين يتصرفون بمنطق الإقصاء والاستئثار، رغم أن تجربة الإخوان ليست ببعيدة، فمازلنا نعانى من فترة حكم ظلت فقط لمدة أثنى عشر شهراً.
بكل هذه التصرفات نحكم على المستقبل بالفشل الذريع، ونعيش فى دوامة المرحلة الانتقالية، ورغم أن هذه المرحلة لم تنته بعد ولم يصدر الدستور الجديد حتى الآن ولم تجر الانتخابات البرلمانية والرئاسية، إلا أن الناصريين يستعجلون الأمور وبدأوا فى الاستحواذ على كل شىء، وهذا منطق مرفوض جملة وتفصيلاً، ولن يرضى أى مصرى بأن يقبل مرة أخرى بفاشية جديدة تحت أى مسمى.. فليس معنى إزاحة فاشية الإخوان أن يتم القبول بفاشية أخرى، سواء كانت ناصرية أو غيرها.. مصر لا يستطيع أن يتحكم فيها فصيل واحد، ولن تنهض أبداً الا بتكاتف الجميع ناصريين كانوا أو ليبراليين أو خلافهم فلا حزب بعينه أو فصيل بذاته يقوى بمفرده على أن ينهض بالبلاد، ويعبر بها الى بر الأمان.

[email protected]