رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تهمة الغـباء السياسى

غداً محاكمة محمد مرسى، أفشل من حكم مصر على مدى تاريخها الطويل الضارب فى القدم.. التهم التى يواجهها «مرسى» كثيرة ومتعددة ومتنوعة، منها القتل والتحريض عليه، وسحل الناس أمام القصر الجمهورى، وإحداث الخراب والدمار فى البلاد، والتخابر لصالح دول أخرى من أجل بيع الوطن وخلافها الكثير.. وكنت أتمنى لو أن هناك تهمة أخرى فى القانون يحاكم بموجبها «مرسى»، وهذه التهمة هى الغباء السياسى..

لقد جاءت الفرصة على طبق من ذهب أو فضة إلى جماعة الإخوان للحكم ووصلوا الى سدة الحكم، وحكم «مرسى» لمدة اثنى عشر شهراً، حوّل فيها مصر الى خراب ما بعده خراب، مازلنا حتى كتابة هذه السطور نتجرع ويلاته.. مصر ليست بحاجة الى حاكم تقى وورع، فهذا لنفسه ولعلاقته بربه وأى حاكم حتى لو كان متسلطاً طالما أنه ينشر العدل والحرية والديمقراطية، ويتمتع بقسط من الذكاء السياسى ويوفر الحياة الاجتماعية العادلة للمواطنين فهذا هو المهم والواجب توافره فى الحاكم.. و«مرسى» لم يكن رجلاً تقياً ولا يتمتع بذكاء سياسى، إنما كان مأموراً بتنفيذ خطة  جماعته التى ارتبطت بالصهيونية لتنفيذ مخططاتها، ولأنه وجماعته يتمتعون بقسط وافر من الغباء السياسى، فقد تكشف أمرهم سريعاً وفى مدة زمنية لم تتعد العام، وكانت ثورة المصريين التى زلزلت أركان الدنيا كلها لتقطع دابر الإخوان وتعزل مندوبهم الفاشل فى مؤسسة الرئاسة.
كنت أتمنى لو أن هناك تهمة الغباء السياسى ليحاكم بها محمد مرسى، فهذا أقل ما يجب بشأن هذه الشخصية التى اعتلت عرش مصر، صحيح أنه حكم البلاد على مدار تاريخه الطويل منذ الفراعنة حتى الآن شخصيات ظالمة قاهرة طغت فى البلاد إلا أنهم شىء ومحمد مرسى شىء آخر، فهؤلاء الطغاة لم يكن فيهم شخصية تتمتع بالغباء السياسى مثلما كان «مرسى»، حتى فى عصر الدويلات فى مصر لم نر فى كتب التاريخ شخصية أصابها داء الغباء مثلما كان فى «مرسى».
أعرف أن الجميع مهتم الآن بمحاكمة «مرسى» لدرجة أن الزملاء الصحفيين ونحن منهم فى حيرة من

تسمية هذه المحاكمة، فهناك من يقول إنها محاكمة القرن الثانية، ومنهم من يقول إنها محاكمة الفاشل ومنهم من يقول محاكمة الإخوان.. وخلاف هذا من التسميات وأرى أن نسميها محاكمة «الغباء» على اعتبار أن الجماعة أصابها الغباء الذى تكرس أكثر فى «مرسى» الذى لم أعترف به رئيساً منذ تولى سدة الحكم.
ولست متجنباً على «مرسى» فى وصفه بالغباء والفشل، فأعضاء الجماعة أنفسهم ومنهم قياديون معرفون أعلنوا ذلك صراحة، وكادت كلماتهم تخرق أُذنى عندما سمعتهم بعد ثورة 30 يونية، وهم يكيلون الاتهامات لمحمد مرسى، ويصفونه بنفس الأوصاف التى أطلقتها عليه.. حتى الجماعة نفسها تعترف بفشل وغباء مرسى، لكنهم يزيدون عنى أنهم يتهمونه بضياع الحكم من أيديهم، فأملهم منذ نشأة الجماعة على يد المؤسس الأول، العميل حسن البنا، ومن بعده الكاهن الأكبر ـ كما يصفه اللواء حسام سويلم ـ كان هو الوصول الى الحكم.. وبسبب الغباء والفشل فى إدارة البلاد ضاع الحلم.
التهم التى يحاكم بها مرسى من قتل وذبح وسحل وتخابر وتحريض على تشكيل عصابات مسلحة، وإشاعة الفوضى بالبلاد، ليست كافية لمحاكمة محمد مرسى.. ولو بيدى الأمر لتمت محاكمته بتهمة الغباء السياسى التى أطلقها الرئيس الراحل أنور السادات على من أرادوا الوقيعة به والتآمر عليه من مركز القوى حينئذ.. غداً محاكمة أفشل وأخيب وأغبى من حكم مصر.

[email protected]