رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدولة المدنية والمرجعية الدينية

 

الدكتور محمد السعيد مشتهري‮ ‬مدير مركز دراسات القرآن الكريم،‮ ‬صدر له مؤخراً‮ ‬في‮ ‬سلسلة تأصيل الفكر الاسلامي‮ ‬الكتاب الرابع والذي‮ ‬حمل عنوان‮ »‬أزمة المصطلح الديني‮ «‬،‮ ‬وفيه كما‮ ‬يقول المؤلف إنه تم توظيف الفرق والمذاهب الإسلامية للمصطلحات الدينية توظيفاً‮ ‬سياسياً‮ ‬حسب ما ورثته هذه المذاهب من مرجعيات دينية انفردت بها كل فرقة،‮ ‬بل وانفرد بها كل مذهب من مذاهب الفرقة الواحدة‮.‬

وكما‮ ‬يقول الدكتور‮ »‬مشتهري‮« ‬إن الخطر الكبير هو أن ترفع شعار الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية مستغلين عاطفة الشعب الدينية،‮ ‬وليس لهذه المرجعيات الدينية المذهبية التي‮ ‬لا‮ ‬يعلم عن تاريخها وصراعاتها الدينية والسياسية أي‮ ‬شيء،‮ ‬كما أن ظاهرة تفرق المسلمين وتشرب قلوبهم ثقافة التخاصم المذهبي‮ ‬تنذر بخطر فيهم‮ ‬يهدد مستقبلهم وفعالية رسالتهم في‮ ‬مواجهة التحديات المعاصرة‮.‬

ويقول المؤلف‮: ‬لقد ورث المسلمون بعد عصر التدوير كتاب الله ومعه مرجعيات دينية متعددة كل حسب مذهبه الذي‮ ‬ولد فيه،‮ ‬وحسب المؤسسة الدينية التي‮ ‬تأهل فيها ليصبح عالماً‮ ‬مقلداً‮ ‬يستقي‮ ‬علمه من مرجعية المذهب الذي‮ ‬ينتمي‮ ‬إليه وتفاعل علماء سلفه معها،‮ ‬وهذا ما عليه معظم المسلمين الآن‮.. ‬ويطرح المؤلف سؤالاً‮ ‬مهماً‮: ‬هل جعل الله كتابه معجزة تشهد بصدق نبوة الرسول محمد‮ »‬ص‮« ‬في‮ ‬كل عصر كي‮ ‬يهجرها المسلمون ويتبعون مرجعيات السلفية المذهبية التي‮ ‬ظهرت بعد الفتن الكبري‮ ‬وبعد تفرقهم إلي‮ ‬مذاهب متخاصمة؟

ويجيب الدكتور‮ »‬مشتهري‮« ‬علي‮ ‬سؤاله في‮ ‬عدة نقاط‮:‬

أولاها‮: ‬أن الاسلام الذي‮ ‬يتحدث عنه أتباع المرجعيات الدينية المذهبية ليس هو الدين الذي‮ ‬ارتضاه الله للناس والذي‮ ‬يقوم علي‮ ‬فاعلية النص في‮ ‬كل عصر،‮ ‬دائما هو الفهم التاريخي‮ ‬للتراث الديني‮ ‬الذي‮

‬دونه الأئمة بعد تفرق المسلمين إلي‮ ‬مذاهب‮.‬

وثانيها‮: ‬لقد تمكن فكر التخاصم والتكفير من قلوب كثير من علماء الفرق والمذاهب بعد أن‮ ‬غاب تفعيل فقه الآية القرآنية،‮ ‬كما أن معظم المرجعيات الدينية التي‮ ‬يتم الاستقاء منها تحمل قنابل فكرية موقوتة تنتظر الوقت المناسب للتفجير‮.‬

وثالثتها‮: ‬إن الذين‮ ‬ينادون اليوم بإنشاء أحزاب دينية أو ذات مرجعية دينية،‮ ‬هؤلاء إذا حكموا البلاد فإنهم سيوظفون مرجعياتهم الدينية التخاصمية لحساب توجهاتهم السياسية ويومها تشتعل أزمة التخاصم المذهبي‮.‬

رابعتها‮: ‬اليوم بعد أن هبت رياح التغيير علي‮ ‬الشعوب العربية وأيد الله بنصره من شاء فإن هناك من العرب من لم‮ ‬يتعلم الدرس ولم‮ ‬يشكر الله علي‮ ‬نعمة الحرية‮.. ‬ويؤكد المؤلف‮ »‬مشتهري‮« ‬أن ما حدث‮ ‬يوم‮ ‬25‮ ‬يناير من ثورة شعبية مصرية هو أية إلهية وإن أنكرها قلوب الحاقدين‮.. ‬ومع الله وقف الكثيرون أمام هذه الآية الإلهية متدبرين خاشعين سائلين الله أن‮ ‬يتم علي‮ ‬مصر نعمته الكبيرة‮.‬

أزمة المصطلح الديني‮ ‬كتاب فكري‮ ‬يستحق منا لمؤلفه الدكتور السعيد بشتهري‮ ‬كل التقدير والحب‮.. ‬فقد ناقش إقامة الدولة المدنية والمرجعية الدينية‮.‬