رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كرامة مصر أهم من الغاز


عبد الله غراب، وزير البترول أعلن أن مصر ستستأنف تصدير الغاز إلي اسرائيل مرة أخري، وأنها تراجع حالياً أسعار الغاز المصدر إلي تل أبيب، طبقاً للاتفاقيات المبرمة مع النظام السابق.. تصريح وزير البترول ناقص وغير مكتمل، لأنه لم يعلن خطة تعديل الأسعار وعمليات المراجعة المزعومة، ثم هل من حق »غراب« أن يستأنف تصدير الغاز إلي اسرائيل مرة أخري، رغم الأحكام القضائية الصادرة ببطلان التصدير إلي إسرائيل؟!

ثم لماذا اسرائيل وحدها التي نهتم بتصدير الغاز إليها؟!.. وهل هناك دوافع قوية علي هذا الحرص الشديد من جانب الحكومة للتعامل مع هذا الكيان الصهيوني؟!.. يبدو أن هناك إصراراً غريباً من الحكومة علي التعامل مع اسرائيل، وإلا لماذا أعلنت الحكومة مرة أخري استئناف تصدير الغاز إلي تل أبيب.. ثم ما هي عمليات المراجعة للأسعار المزعومة التي أعلن عنها »غراب«؟.. لم يعلن الوزير في تصريحاته عما تم في هذه المراجعة؟.. هل مثلاً رفعت مصر أسعار الغاز لتتماشي مع الأسعار العالمية؟.. أم أن تصريحات الوزير إرضاء للرأي العام داخل مصر؟.

من حق مصر أولاً أن تحصل علي فارق في الأسعار الرهيب طوال مدة تصدير الغاز أيام العهد السابق، ولا أعتقد أبداً أن مصر بعد الثورة ستتعامل بمنطق النظام السابق؟!.. وكنت أتوقع من وزير البترول أن يعلن كافة التفاصيل بشأن هذه المراجعة، بدلاً من إعلان تصريحات جوفاء لا تشفي غليل أي مصري غيور علي هذا الوطن الغالي.. أما أن يترك الوزير المسائل معلقة في قضية بالغة الحساسية للشعب المصري، فهذه كارثة لا يمكن أن تمر مرور الكرام.. ولماذا يصدم الوزير الشعب المصري بهذه التصريحات؟.. وما رأي المجلس العسكري والحكومة في هذه الكارثة؟ أتوقع أن يصدر

بيان مهم في هذا الصدد قبل بدء استئناف تصدير الغاز إلي اسرائيل بدلاً من ردود الأفعال الغاضبة من جموع الشعب المصري.

وأمس أعلنت شركة »غاز المتوسط« أنها ستنذر مصر رسمياً بالتحكيم الدولي، بعد توقف تصدير الغاز إلي اسرائيل.. ولا أعتقد أبداً أن هذا الإنذار يكون سببا في تراجع مصر عن موقف وطني رائع في وقف تصدير الغاز إلي الكيان الصهيوني، واللجوء إلي التحكيم الدولي، ليس ضد مصر وإنما في صالحها، لأن اسرائيل تحصل علي الغاز بسعر زهيد لا يتماشي مع الأسعار العالمية.. اتفاقية تصدير الغاز مع تل أبيب سقطت بمجرد سقوط النظام البائد الذي باع خيرات مصر برخص التراب..

الأمر يحتاج باختصار شديد إلي حكمة من الحكومة المصرية للتعامل مع هذا الملف الشائك ولا يعني هذا التساهل في حق مصر، ولا في حق المصريين الذين يرفضون التعامل والتطبيع مع اسرائيل..وإذا كان الرئيس المخلوع حسني مبارك ونظام حكمه، قد ارتكبوا في حق مصر تجاوزات كثيرة، فليس معني ذلك أن يستمر هذا الوضع الخاطئ.. ومصر الثورة لن تحيد عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ كرامة المصريين وكرامة تراب هذا الوطن.