رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لجنة الخمسين.. ثورية

أجمل ما فى لجنة الخمسين المكلفة بإعداد الدستور أو التعديلات الدستورية الجديدة طبقاً لخارطة الطريق التى تسير عليها البلاد فى المرحلة الانتقالية أنها ضمت ممثلين عن الشباب من الحركات الثورية التى قامت بثورتى 25يناير و30يونية.. كان قلبى يرتجف خوفاً أثناء ولادة لجنة تعديل أو إعداد الدستور، خوفاً من أن تتجاهل اللجنة الشباب، وفى النهاية يمكن القول بأن المجمل هو لجنة موفقة الاختيار، لأنها لم تغفل أى اتجاه سياسى أو وطنى بالبلاد، ويكفى أنها تجاوزت نسبة التسعين فى المائة فى مرحلة التوفيق ومن هنا لم تعد هذه اللجنة تمثل تياراً بعينه ولا حزباً بذاته.

هذا هو الفرق بين ما فعله الرئيس المعزول محمد مرسى وبين ما تسير عليه خارطة الطريق، فالأول قام بتشكيل لجنة تأسيسية غلب عليها حزب بعينه وهو أنصار «الجماعة» الإرهابية وأذنابها وأتباعها، وخرج فى النهاية دستور معيب لا يعبر إلا عن فصيل بعينه، ولا يحقق آمال وطموحات المواطنين فى الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. فهدف «الجماعة» كان أخونة كل شىء ونال الدستور المعيب القسط الوافر من فكر الجماعة وخرج معيباً بشكل مخجل، ولذلك انتهت الجماعة أو ذهبت الى غير رجعة، وكذلك الحال ذهب معها دستورها المعيب.. وأذكر فى هذا الصدد أننى وكثيرين فى هذا البلد، نادينا بأن يكون الدستور خالياً من كل ما يشوبه من  تشوه، ولكن لا حياة لمن تنادى، فالرئيس مرسى كان ماضياً فى كل شىء يؤهل لفكر الجماعة الإرهابية ومخططاتها التى تحول مصر فى النهاية الى دويلات طبقاً للمخطط الأمريكى ـ الصهيونى.
قلنا إن تأسيسية «مرسى» كانت يغلب عليها تيار «الجماعة» وأتباعها، وكان هناك إصرار شديد على أن يعبر الدستور عن حزب بعينه أو جماعة بذاتها، ونسى هؤلاء أن الأحزاب تتغير والقوى السياسية يوماً تكون فى الحكم ومرات لا تكون، ومن هنا بدأ المشوار من جديد، باعداد دستور جديد، وتأسيسية جديدة وخلاف ذلك مما يعرقل سير العملية الديمقراطية.. الحمد لله ان البلاد تخلصت من قرف «الجماعة» وأفكارها السيئة، وبدأنا المشوار من جديد لتصحيح كل المفاهيم الخاطئة التى أورثتها «الجماعة» البلاد.
فى دستور «مرسى» تم تجاهل الشباب العظيم

الذى قاد ثورة من أعظم الثورات فى العالم، وركزت «الجماعة» الحاكمة حينئذ على أن تضييع جهود الحركات الثورية التى لا هدف لها سوى الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية لخلق الله الذين قاسوا الأمرين على مدار عقود طويلة من الزمن.. لم يكن هناك هدف للرئيس مرسى وجماعته سوى تأصيل حكم الجماعة، إما عن طريق الأخونة وإما عن طريق إعلان الحرب على كل الشرفاء من أبناء الوطن وتسبب حكم «الجماعة» فى تضييع البلاد وتأخرها لعشرات السنوات بسبب الإدارة الفاشلة فى الحكم، وضياع هيبة مصر أمام المجتمع.
وجاء الشباب الطموح الثائر فى 30 يونية، لإزالة شوائب «الجماعة» وتغيير الصورة وعودة الروح للبلاد من جديد، ولذلك راعت لجنة الخمسين أن يكون هناك تمثيل وافر لهذا الشباب، فوجدنا أن نسبة المشاركين فى اللجنة من الشباب فاقت أى اتجاه سياسى آخر، وهذه تحسب للقائمين على خريطة الطريق.. فالشباب صانع الثورة ومجددها هو الأَوْلى بالمشاركة واتخاذ القرار، وهذا ما حدث بالفعل.. ولذلك نتعشم أن تصدر التعديلات الدستورية الجديدة متوائمة مع متطلبات الثورة فى الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية، وتحقيق الهدف الأكبر فى حلم الدولة المدنية.
وكلنا يأمل أن تصدر التعديلات الدستورية بنسبة توافق عالية، وأعتقد أن لجنة التعديل ستكون أكثر توافقاً لأن الجميع يضع نصب عينيه مصلحة مصر أولاً قبل أى شىء.. والجميع لديه قناعة أن الدستور دائم والأحزاب والتيارات السياسية متغيرة.. فالباقى هو الدستور والزائل ما دون ذلك.
[email protected]