عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الجماعة» تعود من حيث أتت

مرت «جمعة الطوفان» أو الحسم التى أطلقت عليها جماعة الإخوان هذا الاسم، ودخل أعضاء «الجماعة» الجحور مثل الفئران كما خرجوا منها قبل ثورة«25 يناير 2011».. لقد ابتلى الله مصر بهذه «الجماعة» التى تتسم بأكبر نسبة غباء لم يعهدها بشر من ذى قبل. لقد مَنَّ الله على هذه «الجماعة»

بالوصول إلى السلطة، بعد ما اختطفوها خطفاً واستكان المصريون لهذا القدر، وتوسموا الخير الذى قد يحل بقدومهم، خاصة أنهم رفعوا مشروعاً ظن الناس من شعبى بطبيعتهم السمحة، أن هذه «الجماعة» تعمل من أجل مصر.. ويوم وصل محمد مرسى إلى سدة الحكم، كتبت فى هذا المكان أننى لا أعترف به رئيساً، لعلمى الشديد ومطالعتى بتاريخ «الجماعة» الأسود أنهم أغبياء سياسياً وقد أثبتت الأيام هذا القول وزيادة ورأينا مهازل ما بعدها مساخر ومصائب..
ويوم نادت حركة «تمرد» بسحب الثقة من محمد مرسى كنت أول الموقعين على الاستمارة.. وأذكر فى هذا الصدد أن زميلتنا العزيزة هدى بحر، كانت من أوائل الناشطات التى تحمست لحركة «تمرد» وكانت تقوم بتوزيع الاستمارات جهاراً فى البداية، ويومها سحبت منها استمارة ووقعت لعزل «مرسى»، وقال زملاء إن حكم الإخوان سيستمر لسنوات طويلة، وأذكر أننى انتفضت وقلت إن «الجماعة» لن تعمر فى الحكم لسبب واحد هو أن المصريين بفطرتهم اكتشفوا أنهم وقعوا فريسة لجماعة إرهابية تسببت فى قتل العشرات وذبحهم وسحلهم وكانت وراء إسالة الدماء فى الشارع المصرى.. واستغرب زملاء كثيرون عندما قلت إن «الجماعة» ستعود الى جحورها كما خرجت منها.
وجاء اليوم الذى احتلت فيه صدارة الصحف أخبار دخول «الجماعة» الجحور مرة أخرى.. صحيح أنه بلغة الحروب مازالت هناك «جيوب» ـ إن صح التعبيرـ تقوم بمناوشات بين الحين والآخر فى البلاد إلا أن ذلك لن يدوم كثيراً، فبعد مُرة النزع الأخير، ماتت «الجماعة» وجاءت مرة الدفن، فالجحور هى مدافن الجماعة التى دخلتها.. لقد فشلت «الجماعة» مرتين فى حشد أنصارها، ومازال هناك طائفة مخدوعة ومغلوبة على أمرها، وهى ستختفى قريباً ان لم تكن قد بدأت بالفعل فى الاختباء، بعد فرض الدولة هيبتها وسيطرتها الكاملة على البلاد.
لقد عادت الهيبة للدولة المصرية بعد

ما أهدرتها «الجماعة» وكنا «مسخة» أمام العالم أجمع، ومثار سخرية بسبب تصرفات الإخوان الذين باعوا الوطن بثمن بخس للأمريكان والغرب وإسرائيل من أجل تثبيت حكمهم، ونسوا فى معادلاتهم السياسية الشعب المصرى العظيم وخيبوا آماله فى الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية، واستبدلوا بذلك القتل والإرهاب والترويع.. وفى الحقيقة أن السلطة التى تنتهك حقوق المواطن لا تدوم أبداً، وهذا ما حدث عندما قام الثوار بعزل «مرسى» والإعلان الصريح والواضح لمحاربة الإرهاب واقتلاع جذوره، وأيد الجيش الإرادة الشعبية وانصاع لرغبتها فى التحرر من قبضة الإخوان.
والذين يعتقدون أن هناك قائمة من الممكن أن تحدث للإخوان، فهم واهمون بعد دخول الجماعة الى الجحور، وهذه المرة ليست كأى مرة، بل إن «الجماعة» بتصرفاتها واصطدامها بالشارع المصرى، إنما قررت ليس الانتحار السياسى كما يروج البعض وإنما الاختفاء تماماً ليس من المشهد السياسى فحسب وانما من الوجود أصلاً.. ولا أعتقد أبداً أن يغفر المصريون للإخوان جرائمهم التى فاقت الحدود وتعدت التصرفات.. وسيظل المصريون حريصين جداً على ألا تعود«الجماعة» الى المشهد ثانية ويكفى «أيام العز» التى عاشوها فى فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ووصولهم الى السلطة والحكم لمدة اثنى عشر شهراً.. والذين يراهنون من «الجماعة» على أن المصريين ينسون واهمون، لأن شعب مصر من الممكن أن ينسى أى شىء إلا القتل والذبح وسفك الدماء، فهى جرائم ارتبكتها «الجماعة» ولن تمحوها من ذاكرتها أبد الدهر.
[email protected]