رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكمة سراج الدين التى تفتقدها مصر الآن

يوم «الجمعة» الماضى حلت الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين الذى كان طرازاً سياسياً رفيعاً لم تنجب مصر شخصية فريدة فى العمل السياسى مثله، لينضم إلى القامات والهامات العظيمة التى زخرت بها مصر أمثال الزعماء خالدى الذكر سعد زغلول ومصطفى النحاس ومحمد فريد ومصطفى كامل وأحمد عرابى. «سراج الدين» كان هامة كبرى تنحنى أمامها الرجال تعظيماً وتبجيلاً.

وفى مثل هذه الظروف الحرجة التى تمر بها البلاد ما كان أحوجنا إلى مثل هذا الرجل الذى كان يتمتع بحس سياسى عال وحكمة بالغة وحنكة منقطعة النظير.. لم أتمن شيئاً فى حياتى أكثر مما كنت أتمنى لو أن فؤاد سراج الدين بيننا الآن، ليقود المسيرة السياسية بطابع  ليبرالى حتى تنهض مصر من كبوتها التى طالت، وتسببت فيها جماعة الإخوان التى أدارت البلاد بفشل ذريع طيلة اثنى عشر شهراً.
الوحيد الذى عرف التعامل مع جماعة الإخوان كان هو فؤاد سراج الدين قبل ثورة يوليو، وبعدها حتى وافته المنية ورحل إلى رحاب الله، لقدكانت هناك مواقف عديدة للزعيم سراج الدين مع جماعة الإخوان، كانت بمثابة دروس سياسية لم تتعلم منها الجماعة ولا الفصائل السياسية بالبلاد، ونحن الآن فى أشد وأمس الحاجة إلى حنكة وحكمة سراج الدين للتعامل مع هذه الأحداث التى تعصف بالبلاد.
رغم قيام ثورتين فى مصر خلال فترة وجيزة اقتربت من العامين ونصف العام، وتمر البلاد حالياً بفترة انتقالية بإعلان دستورى هناك إجماع مصرى على الاتفاق عليه حتى تنتهى المرحلة الانتقالية من خلال تعديلات دستورية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ورغم ذلك نجد جماعة الإخوان تركب رأسها وتصر على تمسكها بالحكم فى حين أن الشعب عزلها ومندوبها فى الرئاسة.. وهناك مبادرات سياسية يتم طرحها وترفضها الجماعة فى إطار سياسة العناد والتسلط التى لا تعرف سواها الجماعة،وكذلك انتهاجها طريقة الإقصاء والاستئثار.. فى ظل هذه الظروف السياسية العجيبة والشاذة، تذكرت فؤاد سراج الدين ـ

طيب الله ثراه ـ وكيف كان يتعامل مع «الجماعة»، ولذلك ما أحوجنا إلى حكمة هذا الرجل وحنكته السياسية البارعة للتعامل مع هذه الأحداث.
فؤاد سراج الدين لم يكن رجلاً عادياً ولا سياسياً عادياً ولا هاوياً كما نرى الآن، بل كان محترف سياسة يجيدها بشكل لم يكن يقدر على القيام به سواه فقط.. لم تطرأ أزمة سياسية فى مصر إلا وكان للرجل دوره البارز والرائد فيها، وتجد الأزمة طريقها الى الحل فى سهولة ويسر.. ولم يكن سراج الدين زعيماً محسوباً على الوفد فحسب وإنما كانت رؤاه وأفكاره تجوب الدنيا بأسرها، وتعيس الحظ من لم يتعامل مع سراج الدين، أو فاته موقف من مواقفه الجليلة فى شتى مناحى الحياة.
أتذكر قول سراج الدين الذى قال إنه لا زعامة بعد النحاس، فى واحد من المواقف التى تنم عن الوفاء للنحاس، وتواضع كبير من تلك الهامة المصرية الكبرى ونحن الآن نرى كل من هب ودب يدعى البطولات وينسب الى نفسه مواقفه رغم أن أصحاب هذه المزاعم ليسوا فيمن حضروا أو غابوا.
يرحم الله فؤاد سراج الدين وطيب الله ثراه ونحن فى ذكرى رحيله، ومازلت أكرر ما أحوجنا الى حكمة وحنكة هذا الزعيم، وليس كل ما يتمناه المرء يدركه، ويحفظ الله مصر برجالها الوطنيين الأبرار.
[email protected]