عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان بين رسالتى «برهامى»


الداعية السلفى ياسر برهامى، خرج مرتين خلال أسبوع واحد بتصريحات مهمة، ولا أقل من أن توصف بأنها فتاوى شرعية دينية، تستحق الدراسة والتدقيق، إضافة إلى أنها صائبة فى هذا التوقيت، فالرجل وإن كنت أختلف معه سياسياً وفكرياً وعقائدياً، إلا أنه حالفه التوفيق بشكل أكثر من رائع.. لقد كانت تصريحات «برهامى» التى صدرت أول من أمس، تكملة لتصريحات أخرى أطلقها قبل أسبوع.. وكلها تتحدث عن أزمة آنية تفتعلها جماعة الإخوان والمسلمين ومن يلوذ بها أو يتعاطف معها أو تابعوها ممن حدث لهم «غسيل مخ» إن صح هذا التعبير..

قال الرجل شهادة حق فى وقت تتوه فيه الحقيقة بين الوهم والصدق وبين الواقع والخيال والحلم.. أهم ما قال «برهامى» هو أن الرئيس المعزول محمد مرسى فشل فشلاً ذريعاً فى إدارة البلاد على مدار عام كامل وتسبب فى كوارث حقيقية لحقت بمصر، وأصر على أن يركب رأسه ومارس سياسة العناد والإقصاء لكل من يستطيع أن يشارك فى إنقاذ البلاد، بل راح يهاجم كل مؤسسات الدولة، ولم يترك جبهة ولا مؤسسة إلا وناصبها العداء الشديد.. لم يكتف «مرسى» باتباع سياسة إقصاءالوطنيين والراغبين فى تحمل مسئولية إنقاذ مصر، بل راح يلصق بهم الاتهامات ويصورهم على أنهم خونة وعملاء.
لقد حمل «برهامى» المسئولية الكاملة عن هذا الفشل الذريع لجماعة الإخوان التى لا يستطيع «مرسى» وقت اعتلائه سدة الحكم أن يأخذ قراراً منفرداً من رأسه دون الرجوع إلى الجماعة.. فهو يأتمر بأمرها وينتهى بنهيها، وجاء هذا كله على مصلحة الوطن والمصريين، وأوصل البلاد الى هذه الحالة من التردى الشديد الذى لم تشهده مصر على مدى تاريخها الطويل باعتبارها دولة صاحبة إرادة وسيادة، وبهذه السياسة أهدر «مرسى» كل كرامة للبلاد، ولا يخفى على أحد كيف كانت تتعامل معنا الدول العربية الشقيقة وكذلك دول العالم أجمع، وخير دليل على ذلك الاستقبالات الفاترة التى كان يلقاها مرسى فى كل سفرياته، والتى انعدمت فيها الندية.
الرأى الآخر الذى أدلى به «برهامى» بالغ الأهمية والتقدير عندما قال إن المشاركين فى «30 يونيه» لم يكونوا من العلمانيين والفلول كما تزعم الجماعة التى «غارت» وتركت الحكم إلى غير رجعة، وإنما الذين خرجوا فى «30 يونيه» هم ملايين المصريين الذين يدافعون عن حقهم فى الحياة

الكريمة التى افتقدوها على مدار سنوات طويلة، وازداد ضياع حقوقهم فى زمن حكم مرسى والجماعة.. هذه شهادة حق كان يجب أن نسجلها لصاحبها السلفى الذى لا أتفق مع معتقداته وفكره ورأيه السياسى، وإنما الأمانة اقتضت منى أن أحسبها له، بخلاف الآخرين الذين خدعتهم «الجماعة» وأعلنوا متاجرتهم باسم الدين، وأنهم الوحيدون الذين لهم حق الوصاية على الدين وما دونهم هم كفرة وفساق!!
هناك تصريح آخر فى رسالة «برهامى» يجب ألا نتغافله أو نتركه أو نتغاضى عنه،  هو تعليقه على تصريحات القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، الذى ربط وقف العنف فى البلاد وخاصة فى سيناء بعودة «مرسى» إلى الحكم.. هذا التصريح رغم أنه على قدر كبير من البله والعته السياسى، إلا أنه استوقف قيادة سلفية لا يستهان بها، فعلق على ذلك بأن هذا كارثة وطامة  كبرى.. والحقيقة أنه أكثر من كارثة وبلوى، البلتاجى يعترف بارتكاب جماعته للعنف الدائر بالبلاد وخاصة فى سيناء، وثانياً أمله فى عودة «مرسى» مستحيل فلا يمكن لعقارب الساعة أن تدور إلى الخلف وثالثاً سياسة أنا أو الفوضى التى أطلقتها الجماعة وعلى رأسها «مرسى» الذى ابتليت البلاد بحكمه، هى سياسة خرقاء عجفاء.
جيش مصر الآن يطهر البلاد من سياسة الأوباش والتكفيريين ومن على شاكلتهم..وشعب مصر أكثر من واع ورفض ذلك ولا يعبأ أبداً بسياسة الترويع والتخويف التى تمارسها الجماعة.. والأهم الآن هو محاكمة البلتاجى والجماعة على هذه التصرفات الغشيمة التى لا تفيد ولا تغنى وإنما هى سهام مردودة إلى نحور مطلقيها.
[email protected]