عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«المارينز» فى مصر!!

أتمنى أن أصدق أن الجنود الأمريكيين القادمين إلى مصر، فى إطار تغيير الجنود العاملين فى قوة حفظ السلام بسيناء فقط.. عندما نشرت صحيفة «واشنطن تايمز» أن قرابة أربعمائة جندى أمريكى يجهزون أنفسهم بقاعدة «فورت هود» للقدوم إلى مصر، انتابت النفس الشكوك والظنون من قدوم هؤلاء فى هذا التوقيت الذى يعد غير مناسب على الإطلاق.. فالبلاد بطولها وعرضها وشمالها وجنوبها تستعد لإسقاط جماعة الإخوان الحاكمة ومندوبها فى الرئاسة، والجماعة قبيل الإعلان عن قدوم الجنود تلتقى القيادات الأمريكية، وآخر هذه اللقاءات هو زيارة آن باترسون، السفيرة الأمريكية، لمقر إقامة خيرت الشاطر والتحدث معه لقرابة ثلاث ساعات.

كل هذه الملابسات والظروف، ويحدث بعدها الإعلان عن حضور الجنود المارينز إلى مصر، ورغم الإعلان أنهم يأتون ضمن خطط الغيار الدورى للعنصر الأمريكى العامل ضمن القوة المتعددة الجنسيات والتى تمارس عملها منذ تاريخ 25 إبريل 1982.. فإن الأمر فى حقيقته لا يقبله العقل أو المنطق.. الجنود قادمون فى إطار رسالة أمريكية لتأمين إسرائيل، مما يثير المخاوف الشديدة من التدخل الأمريكى فى الشأن المصرى، وهذا ليس مستبعداً على الإطلاق، فالإخوان الذين يستقوون بالولايات المتحدة يفعلون أى شىء من شأنه مساعدتهم على حد مزاعمهم فى السيطرة على مفاصل الدولة والسعى بكل جهد إلى تنفيذ سياسة التمكين.. لا يهم «الجماعة» الحاكمة ولا مندوبها فى الرئاسة أن تتدخل أمريكا فى الشأن المصرى، طالما أن هذا من وجهة نظرهم العقيمة أو خيالهم المريض يساعدهم على تحقيق حلمهم الأزلى فى التمكين.
الجميع أجمع على أن قدوم «المارينز» فى هذا التوقيت يعد بمثابة تطمين للكيان الصهيونى، وأن الولايات المتحدة لن تسمح بالاعتداء على أى من النقاط المهمة المتعلقة بأمن إسرائيل، قدوم هؤلاء الجنود يثير الخوف والقلق على أمن مصر القومى، وزيادة أعداد الجنود الأمريكان لا يمكن أن يأتى عشوائياً وإنما باتفاق مسبق مع إسرائيل.. سواء تم ذلك فى غفلة من الرئيس محمد مرسى أو بعلمه، فالأمر فى كلتا الحالتين كارثة حقيقية

على الأمن المصرى القومى الذى لا تراعيه «الجماعة» ولا الرئيس، وإنما شغلوا أنفسهم بسفاسف الأمور وأعبطها إن صح هذا التعبير.
الأغرب بشأن هؤلاء الجنود أن خبر قدومهم يأتى من الصحف الأمريكية، والرئاسة فى مصر مشغولة بحالة الارتباك، وكيفية إجهاض مظاهرات 30 يونية التى اتخذت قراراً لا رجعة فيه برحيل «مرسى» وجماعته عن الحكم، بعد حالة الفشل الذريع فى إدارة الدولة، وبعدما أيقن المصريون خلال عام كامل على أن الرئيس مرسى لا يصلح لإدارة شئون البلاد، وسقطت شرعيته التى جاءت من خلال الصندوق الانتخابى، ووجب رحيله على التو والحال لإنقاذ ما تبقى من مصر التى انهارت بشكل ذريع.
أين مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية فيما يتعلق بشأن قدوم الجنود الأمريكان؟! لم يخرج الرئيس ولا وزارة الخارجية التى باتت فى حكم الميتة، بعدما ألغى مرسى دورها لتوضيح حقيقة قدوم هؤلاء الجنود.. المصريون من حقهم أن يتملكهم الخوف والرعب من أى تدخل خارجى فى شئون البلاد، خاصة أن الجماعة الحاكمة لا يمنعها مانع من التحالف مع الشيطان من أجل تحقيق مصالحها فيما يتعلق بتنفيذ سياسة التمكين، وعلى أى حال اقترب يوم 30 يونية وكلها ساعات قليلة وتزول الجماعة إلى غير رجعة.. قدوم الجنود الأمريكيين لا يبشر بأى خير فى ظل هذه الظروف الراهنة التى تمر بها مصر.
[email protected]