رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إنها الثورة الثانية

مؤتمر المياه الذى جمع فيه الرئيس، عشيرته وأتباعه وأنصاره، كنما نتوقع أنه سيناقش كارثة بناء السد الإثيوبى والسدود الأخرى الأفريقية التى تعتزم دول المنبع بناءها مثل رواندا وأوغندا وتنزانيا، تجاهل المؤتمر هذه الكارثة الفادحة التى تحيق بالوطن وتصيب البلاد بالجفاف والعباد بالعطش.. وتحول المؤتمر الى مسخرة لا مجال فيها الا للتصفيق لكلمة الرئيس التى رتل فيها القرآن، والتواشيح ولم يتطرق اللقاء إلى المصيبة التى ستصيب الوطن.. فمن هم هؤلاء المشاركون فى هذا اللقاء؟ وما هدفه فى الأصل؟ ولماذا التوقيت بالذات؟

المشاركون فى اللقاء إرهابيون وقتلة، ورؤساء أحزاب دينية ممنوعة أصلاً فى القانون، نعم المشاركون فى اللقاء هم من روعوا أمن المجتمع المصرى، وارتكبوا جرائم قتل وإرهاب ضد أبناء الشعب المصرى، فمن بينهم قتلة الرئيس الراحل أنور السادات والمفكر الراحل فرج فودة والاقتصادى والقانونى البارع الدكتور رفعت المحجوب، بخلاف الذين قاموا بعمليات إرهابية وتفجيرات والمحرضين علي العنف وترويع المجتمع والناس، وإشعال حرائق الفتنة بالبلاد.. هؤلاء الذين لا يفهمون فى المياه وليسوا متخصصين فيها، هم عشيرة الرئيس وأتباعه وأنصاره.
وبطبيعة الحال لم يكن هذا اللقاء الهدف منه هو مناقشة كارثة السد الإثيوبى ولم يكن بحث الأضرار وطرق المواجهة لهذه المصيبة، لكن هناك هدفاً آخر وراءه، هو استعراض الرئيس لعشيرته، فى رسالة واضحة للرد على حركة تمرد الشعب المصرى ضد الرئيس وجماعة الإخوان وباقى التيارات المتأسلمة قبل يوم «30 يونيو».. فالرئيس الذى ترتعد فرائصه من هذا اليوم، خلع برقع المداراة واستنجد بالعشيرة لإنقاذه من السقوط فى هذا اليوم المشهود الذى تترقبه الجماهير المصرية بفارغ الصبر.. اجتماع المياه لا علاقة له بالمياه، إنما المقصود منه هو رسالة ترويع وترهيب للشعب المصرى خاصة البسطاء من أهلنا لمنعهم من النزول إلى الشوارع والميادين.. فالرئيس والجماعة يبحثون كل السبل لمواجهة الشعب الذى قرر النزول إلى الشارع لإبعاد حكم «الجماعة» عن الحكم،.. لقد التقت الجماعة والتيارات التابعة لها مع الرئيس لحشدهم ليوم «30 يونيو»، لمواجهة الشعب المصرى الرافض لسياساتهم المتخبطة التى أوصلت البلاد إلى هذا الخراب الذى نعيشه، بسبب الهرتلة السياسية، مما جعل مصر أضحوكة بين الأمم.
توقيت لقاء الرئيس الذى جاء بغطاء

مناقشة أزمة المياه، هو ضحك على الشعب المصرى، فلا الجماعة ولا الرئيس ولا المتأسلمون يفكرون أصلاً فى قضايا الوطن ولا المواطنين، لذلك كان اللقاء بهدف إرسال رسالة صريحة جداً لتخويف الشعب المصرى من النزول يوم «30 يونيو» ليعلن سقوط الجماعة والرئيس الذى فقد أصلاً شرعيته منذ زمن، ولا يزال مصراً على التمسك بكرسى الحكم.. والذين يرددون أن «الجماعة» لن تخرج إلا بالدم من الحكم، هم خاطئون، فإرادة الشعب أقوى من أى إرادة، وإصرار الشعب على نيل حريته وكرامته وحقوقه الضائعة أقوى من أى تهديد أو ترويع.. فمنذ متى والمصريون يخافون من جبروت أو تسلط. كل وسائل الرئيس وجماعته لن تجدى ولن تنفع وهناك عزيمة أكيدة على النزول إلى الشوارع حتى رحيل الجماعة الى غير رجعة.. إنها الثورة الثانية التى قرر المصريون اندلاعها  من أجل الحرية والديمقراطية وتأسيس الدولة المدنية، فيوم قام المصريون بالثورة الأولى كانت من أجل «العيش والحرية والكرامة الإنسانية..» وفجأة تبخرت أهداف الثورة بعد سرقة الجماعة وأتباعها الحلم المصرى فى الحياة الكريمة.
رسالة الترويع والترهيب التى قام بها الرئيس وجماعته لا فائدة منها وسيخرج المصريون يوم «30 يونيو» لإبعاد الجماعة عن الحكم واسترداد الشعب كرامته الضائعة.. فلا هؤلاء الإرهابيون والقتلة الذين شاركوا فى اللقاء يمكن أن يغيروا قيد أنملة إصرار المصريين على رحيل النظام، والمصير الأسود فى انتظار كل إرهابى حاول أن ينال من الوطن وكرامة المصريين.

[email protected]