رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وهم أخونة المثقفين

أن يعتلى الوزير «المونتير» منبر مسجد رابعة العدوية، للهجوم على المثقفين بعد هجوم إمام وخطيب المسجد بشكل شرس على مثقفى البلاد، فهذا جرم لا يمكن غفرانه أو السكوت عنه، فالكارثة أن يقوم الخطيب بعد وصلة من الهجوم، بطلب من المصلين الانتظار حتى يستمعوا إلى كلمة علاء عبدالعزيز الذى صعد المنبر وواصل الهجوم العنيف على صفوة المجتمع المصرى.. وتعد هذه هى المرة الأولى التى يعتلى فيها وزير منبر مسجد للهجوم على معارضيه!!!

منابر المساجد كانت مخصصة للوطنيين الذين يلهبون مشاعر الناس ويحمسونهم إلى قضايا الوطن وطرد المستعمر وللزعماء الذين لا يفكرون إلا لمصلحة مصر فى المقام الأول، أما ما يحدث الآن فهو مسخرة بكل المقاييس، وما الذى يدفع وزيراً غير مؤهل لموقعه أن يعتلى المنبر للهجوم على معارضيه، سوى أنه يعمل لحساب «الجماعة» التى أتت به، وضربت بعرض الحائط كل رجال الفكر والأدب والفنون، وكأن الجماعة تسخر تماماً من صفوة المجتمع وعليته باختيار هذا الوزير.
لا أقلل من شأن الوزير فى عمله الأصلى، فهو «مونتير» ويكفيه هذا العمل لكن أن يكون على رأس وزارة الثقافة فهذه طامة كبرى.. فالجماعة التى تفكر فى التمكين وأخونة مؤسسات الدولة، قد تنجح فى ذلك لكن أن تفكر فى فعل هذا مع المثقفين، فهذا دليل قاطع على غبائهم وجهلهم فأهل الفكر والثقافة على كل مستوياتهم الفكرية والعقلية واختلاف وجهات نظرهم، إنما يثرون الحياة الأدبية والفكرية والثقافية، ولا تنفع سياسة «الجماعة» الفاشلة الفاشية معهم، فهل من المنطق أو العقل أن ترى مثلاً الفنان عادل إمام وقد أصبح إخوانياً.. أو الفنان خالد يوسف وقد انضم إلى الجماعة.
هل فعلاً تتصور أن المفكر جابر عصفور وقد غير جلده وانحنى أمام «هُبل» الجماعة؟!.. هل مثلاً نتخيل ان الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى يتاجر بالدين؟!..وهل نتصور مثلاً أن صلاح عيسى الصحفى القدير تخلى عن جلده وفكره، وبات إخوانياً؟!.. وهل هؤلاء جميعاً وأمثالهم الكثيرون فى المجتمع المصرى قد انقلبوا الى حظيرة الإخوان؟!.. لو أن الشمس أشرقت من الغرب ما فعل هؤلاء إلا

ما يمليه عليهم فكرهم ووجدانهم الذى تربى فى مدارس فكرية مختلفة.
إن اختيار الوزير المونتير للقيام بهذه المهمة كمن يرمى «حصاة» فى البحر المتوسط، فلا هى تؤثر فيه، ولا البحر سينزعج منها!!!... الذين تخيلوا أن اختيار هذا الرجل الذى ارتمى فى أحضان «الجماعة» سيفعل شيئاً، إنما يتخيلون أن «البغل» سيلد، لقد توهمت الجماعة خيالات من وحى فكرها العقيم، فلا هذا الوزير وجماعته سيقدرون على تغيير جلد المثقفين، وسياسة الأخونة والتمكين التى خدعتهم لن تجدى أو تفيد، إنما ستنقلب عليهم.
وقفة المثقفين لوزير الثقافة لا تأتى من فراغ، فإن أشد ما يؤلم المرء ويؤرقه أن يجد جاهلاً يسوسه أو يقوده، و«الجماعة» التى أعلنت الحرب على كل فئات الشعب من إعلاميين وصحفيين وقضاة ومثقفين، سترد مكائدهم الى نحورهم.. والذين خططوا للجماعة بالحرب على هذه الفئات إما جهلاء أو قادمين من كوكب غير كوكبنا..
وإذا كان الوزير وصل به «الجبروت» أن يعتلى منبر مسجد للهجوم على رافضيه ومعارضيه، إنما وصل الى هذه الجرأة بتشجيع ممن «جابوه» لهذا المنصب.. ونسوا جميعاً أن مثقفي مصر هم صفوتها وأهل فكرها وأصحاب الفكر لا  تلين لهم قناة ولا يرهبهن سلطان ولا هُبل الجماعة الحاكم..
ياوزير الثقافة غادر موقعك يرحمك الله، والذين صوروا لك أنك ستستطيع أخونة المثقفين واهمون خادعون، لأن عقولهم «فارغة» إلا من التسلط بدون علم أو وعى.

[email protected]