عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليلة بكت فيها مصر

الفضيحة التى جرت وقائعها على الهواء مباشرة أمام مسمع ومرأى العالم كانت مدبرة بنسبة مائة فى المائة، فالرئيس محمد مرسى الذى ضجر بالمعارضين من كافة الاتجاهات، نصب فخاً وقع فيه الجميع باستثناء أحزاب جبهة الإنقاذ التى تعرف ألاعيب «الجماعة»، الفخ أو السيرك الهزلى الذى نصبه الرئيس، لم يقدم فضيحة فقط للذين شاركوا فيه، إنما هو بالدرجة الأولى فضيحة للجماعة الحاكمة.. وغير منطقي أو مقبول أن نصدق أن الرئيس لم يكن يعلم أن هذا الحوار على الهواء مباشرة، فالسيد وزير الإعلام لا يجرؤ أبداً على أن يذيع هذه المسخرة بدون تلقى تعليمات وأوامر من الرئاسة التى تتلقى تعليماتها هى الأخرى من مكتب إرشاد الجماعة فى المقطم.

بصراحة شديدة كان السيرك الهزلى منصوباً لأحزاب بعينها ولمعارضين وطنيين لا يشغلهم سوى مصلحة العباد والبلاد.. وقد خيب هؤلاء الوطنيون ظن «الجماعة» ومندوبها فى الرئاسة ولم يشارك أى حزب من أحزاب جبهة الإنقاذ فى هذه المسخرة.. ولذلك باءت محاولة «الجماعة» بالفشل، فلم يكن الهدف هو كشف مساخر هؤلاء الأذناب التابعين للجماعة، وإنما كان المقصود هو تعرية الوطنيين الذين كدروا الجماعة بسبب سياسة الفشل التى تدير بها البلاد وهناك غضب عارم بين قيادات الإخوان لأن الهدف الذى كانوا يقصدونه باء بفشل ذريع فالجماعة لم تكن تقصد أن يسخر الناس من التابعين للجماعة ولو تم التدقيق فيمن حضروا فستجد أنهم إما أذناباً أو تابعين أو «مشتاقين» يتقربون للإخوان..
ولما وقعت المهزلة العالمية التى اندهش لها العالم أجمع، وتعدت بها الأعراف والأصول، خاصة أن حديث الحاضرين كان هزلاً فى هزل وكشف عن أن هؤلاء «صبية» فى عالم السياسة، فلا حس قومياً ولا أفكار ولا رؤية ولو أن هؤلاء جالسون على المصاطب ما نطقوا بهذه «البلاهة» مع اعتذارى لأهلى فى الريف الذين يجلسون على المصاطب، لأن أحاديثهم وسمرهم فيها جدية وحل مشاكل لخلق الله.. أما ما  حدث فهو تعدى حدود الكوارث.. إذا كانت «الجماعة» الحاكمة

الفاشية تريد تعرية المعارضين، فإنهم نجوا من هذا الفخ، ووقعت فيه الجماعة وأتباعها وأذنابها وأصبحت الفضيحة بجلاجل،. هذه هى سياسة البلهاء الذين يحكمون مصر، فكيف تحترمنا الدول وتعمل لنا حساباً؟!.. إن المطامع الإفريقية فى مصر لم تأت من فراغ، وما فعلته إثيوبيا وأوغندا وتنزانيا واحدة من المصائب التى ستتلاحق على البلاد.
هى فعلاً فضيحة بجلاجل للرئيس وجماعته وأعوانهما وأذنابهما، كشفت عن هرتلة سياسية نعيشها فى زمن الإخوان.. ليس الأمر فى حدوث أزمة دبلوماسية بين القاهرة وأديس أبابا، إنما هى مسخرة لم تحدث أبداً فى تاريخ الدولة المصرية العريقة الضاربة فى القدم على مستوى حضارات العالم.
إذا كانت «الجماعة» تريد أن تكيد للمعارضة على مواقفها الوطنية، فهل يليق أن تعرض سمعة مصر لأن تضرب فى الوحل، بسبب الذين قالوا كلاماً فارغاً فى كيفية التعامل مع إثيوبيا؟!.. والغريب أن «مرسى» قرر تشكيل لجنة من هؤلاء «البلهاء» لإدارة الأزمة بشأن المياه وهم جميعاً لا يصلحون فقط لذلك إنما يجب معاقبتهم على ما قالوه من مسخرة ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن مكيدة «مرسى» ردت إليه، عندما رفضت القوى المدنية الوطنية المشاركة فى هذه الهرتلة السياسية.
الآن بات من الضرورى رحيل الرئيس وجماعته، وترك الحكم لأهله وكفى ما حدث من كوارث فى سنة تولى فيها الرئيس الحكم..

[email protected]